هــاتف بشبــوش
أوراقُ الزّيتون
تلك التي حمّلتْ دمعَكِ ندىً مدافاً
بأريجِ عزيمتك
أوراقُ الزيّتون …وأناقةُ الربّ
من جعلا ماءَ عينيكِ حبيساً
كي نشاهدَ عن كثبٍ ، إصراركِ يا تميمية
ضفائرُ الصغيرات
والزنبقاتُ السوداءُ في عيون الدرويش محمود **
نراها ، قد عاينتْ صلبانَ غضبها الربيعيةِ
ولم تنثنِ …..
بل كانت برعماً صغيراً منذهلا
حين يرى الجسمَ العضلي لشمشون
لكنّ المرّةِ هذي ..
استحال تأريخاً ، يرويهِ كفكِ الأيمن
عند صفعهِ ، لخدٍ صهيونيٍ تمادى
في أنْ يكسرَ أزهارَ الشمسِ
على جانبي قنطرةِ القدس
…..
…..
كفّكِ يا بنتَ بني تميم
حين يمسكُ المشطَ الضئيل
كي يعطي درساً في التجميل
لشعركِ الرولي المتناثرِ والكثيف
هو ذاتهُ …
سيضربُ الناقوسَ للشّرارةِ والكفاح
هو ذاته …
سيضعُ السبابة ، على شفاهكِ العنبِية الشقراء
ويصرخُ …
أنا عهدُ فلسطين …
في السّجن وأمّي ..
ما كنتُ أحرسُها ، وما كانتْ تهدهدني
بل شطبوا ميعادَ مدرستي
قمري
وشمسي
وغيّروا لي طعامي وشربي
وحتى أوقات تزويقي و مرآتي..
ولو أنّي في العادةِ أكتفي
بتلوينِ أصابعي ….
فأنا النشيطةُ …الناشطةُ
رفضتُ طفولتي ..
وكبرتُ سريعاً…سريعا
وركضتُ نحو كهولتي
فيا ليتني أبقى على صدرِ المراح !!!
كي أحفرَ بالفأسِ أنوثتي
وأحملُ قرطاساً ..
أو أتعلّمُ… كيفَ أرفعُ بندقية
**عهد التميمي : الطّفلة الفلسطينيّة ذات السّابعة عشر التي سُجنت في 18/12/2017 في سجن شارون و أُطلق سراحها في 17/07/2018.