المهندس / جمال الطائي– السويد
منذ نعومة أظفارنا عـلـّمتنا عوائلنا من ضمن ما ربــّتنا عليه ، اِن ّ مكارم الاخلاق من خصائص النبلاء والعظماء دوما ً، وحاولت قدر استطاعتها أن تغرس فينا حميد الاخلاق متخذة ً من الاسلام دافعا ً ومن رسول الانسانية
محمد ( ص ) نبراسا ً لها ، وكيف لا يكون كذلك وهو الذي خاطبه رب العالمين بقوله ( اِنك لعلى خلق عظيم ) ،وهل أدل ّ على عظمة خلقه أكثر من أن يعفو ( وهو في قمة نصره ) يوم فتح مكة عمن أساؤا اليه يوم كان بين ظهرانيهم فأصدر أمره العظيم ( مَن دخل داره فهو امن .. ومن دخل المسجد فهو امن …. ) ، نبيّنا العظيم الذي أدّبه ربه فأحسن تأديبه وارسله نبيا ً للرحمة والانسانية وصل الى حد ألتشريع وألقضاء ولم يتعدى على حدوده وأحكامه ( لا بدافع الانسانية ولا ألرحمة ولا ألخـُلـُق الرفيع ) هو الذي قال ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وفاطمة لمن لا يعرف هي ( فاطمة الزهراء ع ) أم أبيها وسيدة نساء العالمين ومع ذلك يقول رسول الانسانية انها لو حدث وسرقت فانه سيقيم عليها ألحد وينفذ فيها القانون وشرع الله ( وألسارق وألسارقة فاقطعو ايديهما … ) ، هذا لو كان الامر هو ألسرقة فكيف سيتصرف سيد الكائنات خُــلـُقا ً لو كانت الجريمة هي القتل ( ومن قتل نفس بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا .. ) والله يقول ( ولكم في القصاص حياة .. )
مَــن يا تـُرى يُمكن أن يدّعي انه أكثر انسانية أو رحمة من الرسول العظيم ؟ ومـَن يمكن أن يدعي خـُـلُقا ً و عدلا ً أكثر من محمد العظيم ؟ محمد ( ص ) هدد بقطع يد ابنته لو سرقت ، فهل كان سيعفو أو يغـّض الطرف عن قاتل لكي يقول اِن أخلاقه أو تربيته لا تسمح له بأيذاء قاتل حتى وان لجأ اليه !!
منذ كتب بول بريمر ( ألسيء الصيت ) قانون ادارة الدولة بعد سقوط النظام والجهود التي بذلها الاكراد لتضمينه فقرة تخص بأساسها ( كركوك ) تحت الرقم 58 في القانون وأصروّا على ترحيلها الى الدستور العراقي فحلّت بالرقم 140 ، حتى بات الدستور هو ( قران ) الاكراد غير المنزل ، وبات كل حديثهم يبدأ وينتهي بالدستور ، أنا أتحدى أي كردي يتحدث لوسيلة
اعلام لاكثر من دقيقة دون أن يأتي به على ذكر الدستور ، ولكن ، يبدوا ان الدستور في مفهوم الاكراد يعني المزيد من المزايا وألتمدد على القصبات والمدن العراقية ومزيدا ً من المنافع الاقتصادية و.. بــــس!
ألدستور يقول ان العراقيين متساوين في الحقوق والواجبات دون تفريق بسبب الدين او الطائفة او اللون ، وان القانون سلطة ثالثة توازي السلطتين ( التشريعية والتنفيذية ) والاساس اِنّ لآ سلطة فوق سلطة القانون !!
كما يتوضح يوما ً بعد يوم ، فان السيد مسعود البرزاني يرى ان سلطة القضاء واحترام القانون نوع من انواع الرفاهية التي لا حاجة لنا بها في العراق اليوم ، والدليل انه يريد أن يحلّ قضايا ألقتلة والهاربين يطريقة عشائرية ، يعني يجتمعون رؤساء عشائر ( الجمهورية والحكومة والبرلمان ) وهم وحدهم يقررون من يعيش ومن يموت ؟؟ ولاحظوا ان ألملا مسعود استبعد تماما ً أي دور للسلطة القضائية والقانون في حل هذه المشكلة ألقضائية !!
حسب ألدستور ( الذي يقدّسه الاكراد ) فليس لرئيس الجمهورية أو الحكومة أو البرلمان أن يبتوّا في قضية جنائية فذلك حصرا ً من اختصاص القضاء فليس من المعقول أن تكون دماء ألابرياء سلعة في سوق السياسيين تخضع لاهوائهم وميولهم ، وعلى ألملا مسعود أن يعرف اننا غادرنا نظام الغابة منذ مئات السنين وفي العراق ( أو يُفترض أن يكون بالعراق ) نظام قضائي وقانون يعلو على الاشخاص مهما كانت مسمياتهم ومناصبهم والا ّ عدنا الى شريعة الغاب حيث ليس للفقير من يحميه !
ألاكراد وكما عهدناهم مارسوا ويمارسون دوما ً الانتهازية السياسية مع كل ساسة العراق فهم ليسوا مع العرب لا مع الشيعة ولا مع السنة هم مع مصالحهم ومطامعهم فقط ، وفي هذه المشكلة فقد مارسوا دورا ً طائفيا ً بأمتياز وهم أيضا ً ينفذون أجندة تركية ( ربما في محاولة للتقرب لتركيا تحسبا ً لاي تطورات سياسية مستقبلا ً )
لا أعرف سياسيا ً عراقيا ً واحدا ً في الائتلاف الوطني يمكن أن يوافق على اعفاء الهاشمي والتنازل عن دماء من قتلهم او تامر عليهم ،ولا أظن هناك عراقي واحد يمكن أن يرضى لسياسي ما أن يتنازل عن دم بريء كل ذنبه انه عاش في هذا الزمن الاغبر .
عمار الحكيم ( الذي لم نعد نعلم أهو تاجر أم ملا ّ أم وكيل دولة الفقيه أم ماذا ) يلقي خطابا ً يحذر فيه من عودة الطغاة ، مولانا ، وهل هناك أكثر طغيانا ً من هذا الذي يأوي اليه القتلة والهاربين وكل من يخرج على الحكومة ومَن يهّرب نفطنا ويأخذ واردات حدودنا ويأخذ ثلث ميزانيتنا ولا يعترف بقانون او قضاء، بل يريد أن يملي علينا ارادته وأهوائه فكيف بالله عليك يكون الطغاة؟
يحتفل الاكراد هذه الايام بالذكرى ال24 لقصف حلبجة ، ومع اننا نستنكر وندين ونلعن كل من تسببوا في قتل العراقيين وأذيتهم ، ولكن ما دمتم تكرهون ألظلم وتحتفلون بمن ُقتلوا منذ عقدين ونصف من الزمان ، فكيف تأوون عندكم قاتل مازالت دماء ضحاياه لم تجف بعد ؟؟؟
يقول ألملا مسعود ، ان أخلاق الكورد ترفض أن تسلـّم قاتلا ً لتتم محاكمته فيا ترى أين كانت أخلاقه ألكوردية يوم وضع يده بيد صدام ليهاجم مدنا ً كردية أخرى ويقتل مواطنين من أهله ويسلـّم المئات منهم لمخابرات صدام التي لم تكن تـُحاكِم انما تعدم مباشرة ً، أم هل ان الملا مسعود تعودت اخلاقه أن يضع ايديه دائما ً بأيدي الطغاة والقتلة ، نكتة هذه التي أطلقها رئيس الاقليم ، وانني أدعوا قناة السومرية ( الكوردية ) أن ُتضّيف
ألملا مسعود في برنامج ( أكو فد واحد ) ليروي لنا ما عنده من نكات من هذا النوع فربما سنضحك عليها .. ولا حول ولا قوة الا بالله