عندما تكون المرأة خارج نطاق الحنان
علي الزاغيني
الحياة ملئية بالهموم والمأسي وكذلك هي المرأة كثيرة الهموم اذا لم تجد القلب الصادق الذي يعاملها بحنان ويقدس حياته الزوجية , عليها ان تتحمل الكثير ( أم كانت او زوجة او اخت وحتى صديقة او حبيبة )عليها ان تتحمل مزاج الرجل وطلبات التي لا نهاية لها و لأنها تمثل نصف المجتمع واكثر وتعتبر اللبنة الاساسية لتكوين المجتمع وبناء الاسرة يجب ان يكون لها مكانة خاصة وتعامل بكل ود واحترام ويكون لها شخصيتها لتفرض حضورها في المجتمع, ومتى ما كانت المرأة تعامل باحترام وصدق تكون الأسرة اكثر استقرار وتكون نموذجا يقتدى به وتكون قادرة على العطاء .
تصلني بين الحين والاخر رسائل كثيرة تتعلق بمقال قد نشرته سابقا تحت عنوان ( في عيادة الطبيب النفسي ) ومقالات اخرى عن الطب النفسي واعتقد ان الكثير لديهم خوف من الذهاب الى عيادة الطبيب النفسي لأسباب كثيرة ولعل اهمها الاتهام بالجنون او الخوف من استخدام الادوية المهدئة بعد ان استشارة الطبيب النفسي , وقد تكون السيدة (و) التي تبلغ من العمر 35 عاما وذات جمال واخلاق وحاصلة على شهادة جامعية متزوجة منذ عشر سنوات , الذي ارسلت رسالة تحمل بطياتها الكثير من الالم والمعاناة والتساؤلات عن سوء المعاملة من قبل زوجها الذي طالما عاملها بقسوة وتجاهل واستهانة وجرح كبريائها , تذكر في رسالتها السيدة ( و) لم يكن زوجي صادقا معي من اول ايام الزواج حيث انها اخفى الكثير من الحقائق عن حياته وكان مدمن على المشروبات الكحولية ويوم بعد اخر بدات تظهر حقيقته وبدا بالضرب والاهانة بأعذار شتى وحاولت ان لا تصل هذه المشاكل الى عائلتي واحاول ان اجد حل لهذه المنغصات لكنني فشلت .
الهروب من بيت الاهل الى بيت الزوجية بحد ذاته خطا كبير وهذا ما كانت تعانيه من سوء معاملة من والدها والذي كان يعامل والدتها كانها خادمة ويضربها ويستولي على راتبها ولعل هذه الاسباب جعلها توافق على الزواج والتخلص من والدها القاسي ولكنها اصطدمت بجدار الخيبة والاهانة واصبحت في حيرة من امرها هل تعود لعائلتها ام تبقى في بيت الزوجية المتهاوي , تضيف في السيدة ( و ) في رسالتها ان زوجها على اتصال بعدد من النساء ولديه علاقات كثيرة واتصاله مستمر بطرق شتى ولا يراعي شعورها ويمارس معهن الجنس الكترونيا امامها وعندما تعترض على سوء افعاله يتذمر و يضربها معللا ذلك بأنه ذلك وقت راحته وعليها ان لا تتدخل في حياته وهو حر في تصرفاته , وتضيف ايضا انه زوجها يعاني من ضعف جنسي وعدم الانتصاب ويصعب عليه ممارسة الجنس معها الا بشق الانفس وبعد استخدام مقويات جنسية تؤثر على صحته وتجعله يعاني الكثير ولعل الامر يتعلق بالسحر كما تتوقع او الحسد من ناحية ومن ناحية طبية هو ضعف جنسي ويجب مراجعة طبيب ولاسيما طبيب نفسي لعله يجد الحل الامثل لمشكلته وعقدته ومرضه في نفس الوقت تقودنا هكذا حالة الى ان بعض من الرجال يحاول ان يثبت رجولته او شخصيته خارج منزله واقامة علاقات جنسية وان كانت هذه العلاقة شفوية فقط عن طريق الهاتف او الانترنت ليزيح عن كاهله هم كبير ارهقه كثيرا ويحاول خلال تلك الممارسة ان يثبت انه غير مريض وحالته الصحية بأفضل حال , او انه فعلا غير قادر على ممارسة الجنس معها لسبب ما او لكثرة افراطه في احتساء المشروبات الكحولية وله القدرة والقوة للممارسة خارج بيت الزوجية .
الشكوى والبكاء وحدها لا تكفي ما لم يكن هناك حل جذري او تنازل من قبله للذهاب لطبيب نفسي وشرح ما يشعر به من اعراض قد يجد الحل لديه بعد تشخيص حالته المرضية او يجد بعض الراحة على الاقل من تأنيب الضمير و اذا ما ثبت فعلا على عدم قدرته على الممارسة الجنسية وعدم الانتصاب الكامل لجهازه الذكري علما انها لم ترزق باطفال و بهذه الحالة تكون الزوجة حرة في الاستمرار معه او الانفصال ولا سيما لا يوجد ما يدعوا للاستمرار بهكذا حياة مليئة بالصخب والفوضى وعدم التوافق , وربما الطلاق الذي يجده البعض غير كافي لحل هذه المشكلة وربما تتعقد اكثر من جانب الزوجة التي ربما لا تجد من يوفر لها اسباب الراحة والطمأنينة في بيت اهلها وتكون في وضع لا تحسد عليه وقد تجد الكثير من الملامة والرقابة عليها لانها أصبحت مطلقة وهذا ما يصعب القبول به في مجتمعنا لقلة الوعي وغالبا ما تكون المرأة هي الضحية وعليها ان تتحمل تبعات الطلاق وسلبياته والتي هي ربما لا تتحمل اي جزء من المشكلة فقط انها امرأة وعليها تحمل عواقب المجتمع الذي لا يرحم , وكذلك ربما تكون حالة الزوج اصعب اذا لم يجد من يحل مشكلته وينصحه وقد يكون الانفصال سبب لانهياره بالكامل او بالعكس قد يجد امرأة اخرى تتفهم حالته وتساعده على الخروج من حالته السيئة والمراة كذلك قد تجد زوجا يتفهما وتتغير حياتها نحو الافضل .
هنا لابد الاشارة الى ان التفاهم والاختيار الصحيح وعدم الانصياع للعواطف والرغبات وكذلك تقديم التنازلات من قبل الطرفين هي احدى الحلول في عدم تفاقم المشاكل ونهايتها الغير سعيدة لدى البعض وتكوين اسرة سعيدة وصالحة بالمجتمع .