عندما تستيقظ القطة…
عندما تستيقظ القطة، ستدرك أنها تأخرت عن ركب الأسود والفهود التي لا يخيفها سوط أو حملقة مروضها…
عندما تستيقظ القطة، ستستحي من رقة صوتها أمام قوة صوت النمر ومسموعيته: زمخرة وخرخرة وغطيط وضرضرة وهرير وتزمخر، مقابل مواء نحيف لا يخيف حتى بعوضة…
عندما تستيقظ القطة، ستدرك أن لا عشب يحيط بها في الحقيقة، وإنما أشواك إذا اعتزلتها ماتت جوعا، وإذا اقتات عليها، تداعت من شدة الألم…
عندما تستيقظ القطة وتقف على الميزان، ستجد أن الجميع يفوقها وزنا حتى الفأر المنعزل في جحره، المحروم من الأكل خوفا من تمثال القطة النائمة…
عندما تستيقظ القطة، ستجد أنها وحيدة ومعزولة بعدما رحلت كل الطيور والأشباح والأشجار والزواحف، وحتى الوحوش، إلى غير رجعة…
عندما تستيقظ القطة وتريد تمرير لسانها على كل أطراف جسدها، ستصعق من هول هوان كل أطرافها… لا شعر سيجنبها ضربات البرد وخشونة الأرض، لذلك فلا نوم ولا استيقاظ طوال حياتها…
عندما تستيقظ القطة، ستعرف أنها حية حقيقية لا تلدغ إلا الكادحين والمارين على العشب الأخضر المحيط بمكان التفافها، بعدما اعتقدوا بسلمية وأمان كركرتها (الكركرة: صوت/رسالة القطة عند الفرح والطمأنينة)….
عندما تستيقظ القطة، ستحاول الاحتفاء بخربشتها وخدشها الظاهر على قلوب الضيوف والمقيمين من النحل، معتقدة أنها تحسن صنعا. بيد أن أفعالها، تثير اشمئزاز اللبؤة…
ضحايا القطة من النحل المحلي والوافد كثيرون، وخدشها عظيم، على طول السنين…وذلك هو المدون في سجلات انجازاتها ومفاخرها…لكن ذلك، في الحقيقة، حولها/مسخها (Metamorphosis) إلى حية فريدة في القضم، متخصصة في العض، ما أثار سخرية كل أرجاء وربوع المزرعة الجميلة، التي نثرت الرحيق على كل الزوار والمقيمين…
حمزة الشافعي
أحد ضحايا عض القطة/المغرب