ان اي إنسان يمر بتجربة قاسية ومؤلمة كلها مآسي وظلم واضطهاد مثل التي مر بها الايزيدية سيصل به الأمر اما إلى الجنون او الانتحار او الاحباط او فقدان الامل بالمستقبل على أقل تقدير وذلك بسبب ما تعرض له أبناء هذه الديانة من مصائب تفوق طاقة الإنسان على تحملها .
فـ الايزيدية وأثناء تاريخهم الموغل في القدم
تعرضوا إلى كل أنواع التنكيل والظلم والعداء بشكل كبير جدا وممنهج وقاسي وتاريخهم حافل بذكرى تحمل ( حملات إبادة ) عديدة خلال حقبات مختلفة وعلى سبيل المثال لا الحصر ، في زمن العثمانيين تعرضوا إلى ما لا يقل عن 72 حملة إبادة جماعية ( فرمانات ) وكان للكرد المستعربين الإسلامين اليد في بعض من تلك الحملات بـ إبادة الايزيدين .
وفي أحداث ( 3 / 8 / 2014 ) ( كانت تلك الأحداث هي للمره 74 التي يتعرض لها أبناء الديانة الايزيدية على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) إلى عملية إبادة جماعية منذ العصر العباسي إلى يومنا هذا
حيث سبقتها عملية في سنة 2007 وكانت تلك الأحداث هي للمرة 73 التي تعرض لها الايزيديون إلى إبادة جماعية بعمليات تفجير كانت هي الاكبر في العراق من حيث اعداد الخسائر في مجمع سيبا شيخ خدر و تل عزير )
حيث بلغ عدد القتلى اكثر من 350 قتيل وعدد الجرحى والمفقودين اكثر من 1500 شخص ، إضافة إلى المئات من الدور ومئات من المحلات التجارية التي دمرت بالكامل .
وتعرضوا في ( 3 / 8 / 2014 ) الابادة 74 وذلك بسبب خيانة حامي الدار وغدر الجار في محيط مناطقهم في جبال شنكال إلى القتل والخطف والسبي والاغتصاب والسلب والنهب والسرقة والحرق والتدمير والتفجير والتهجير على يد الإرهاب الداعشي وقد تعرضوا لكل ذلك معا في أن واحد .
بحسب إحصائيات معتمدة لدى الأمم المتحدة كانت خسائر المكون الايزيدي من جراء غزو داعش فرمان 74 كما يلي :
عدد الايزيديين في العراق نحو 650,000 نسمة.
وبلغ عدد النازحين من جراء هجمة داعش نحو 360,000 نازح ، وعدد القتلى في الأيام الاولى من الهجوم وصل 1293 ، أن تلك الهجمة أفرزت 2745 من اليتامى ، ووصل عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الآن إلى 81 مقبرة جماعية ، إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية ، وتم تفجير 68 من المزارات والمراقد الدينية ، وبلغ عدد الذين هاجروا إلى خارج البلد بشكل تقديري أكثر من 100.000 ، وبحسب الإحصائية الأخيرة التي أعلن عنها مكتب انقاذ المختطفين الإيزيديين ، فإن عدد المختطفين هو 6417 منهم 3548 من الإناث ، و2869 من الذكور ، ووصل مجموع عدد الناجين من قبضة داعش 3530 ، وبلغ عدد الناجيات من النساء من قبضة داعش إلى 1199 ، أما الرجال فقد بلغ عددهم 339 ، كما وصل عدد الإناث من الأطفال 1041 ، و951 من الأطفال الذكور ، هذا ولا يزال هناك 2887 من الإيزيديين المختطفين لدى داعش ، 1308 من الاناث ، 1579 من الذكور .
وبعد كل ذلك الظلم والاضطهاد والتنكيل و الاعتداء الإجرامي الذي عانى منه الايزيديون والابادة الجماعية التي لحقت بهم على يد الإرهاب الداعشي ( الدولة الإسلامية في العراق والشام )
لازال هناك حوالي 350 الف مواطن من المكون الايزيدي المسالم والبريء ونحو ست سنوات نازحين يعيشون وبشكل مأساوي في خيم النزوح
وهم يعانون برد الشتاء وحر الصيف وشحة الغذاء والشراب مع كثرة الأمراض النفسية والجسدية
ولازل هناك نحو 3000 مختطف ايزيدي مجهول المصير ، ولازالت مدنهم ومجمعاتهم وقراهم في محيط جبال شنكال مدمرة ولم يتم تعميرها ، ومقابرهم الجماعية لم تفتح وتوثق بعد بأكملها ، ودور العبادة الايزيدية ( المزارات ) التي تم تفجيرها إلى اليوم بعضها مدمر .
وكل ذلك حدث دون اي اهتمام حقيقي في الجانب الصحي والنفسي ودون توفير ما يحفظ كرامة المواطن الايزيدي من قبل الحكومة في بغداد ، ودون دعم يرتقي إلى مستوى وهول وقساوة ما تعرض له الايزيديون من ( جينوسايد ) مع عدم توفير اي اهتمام حقيقي بهذا المكون وهم من أبناء البلد الاصليين .
واذا كان هناك من المسؤولين الحكومين من يكلف نفسه عناء الوصول إلى تلك المخيمات التي يتواجد بها الايزيديون النازحون من أراضيهم إلى الان و نحو ست سنوات وهم في تلك المخيمات التي تفتقر إلى العديد من الخدمات والتي تعاني الإهمال سوف يرى ويحس بمدى الفاجعة التي يعانيها أبناء مكون أصيل من مكونات شعبنا والظروف القاسية التي يعيشون فيها .
وكل من يكلف نفسه عناء الوصول إلى جبال شنكال سوف يطلع على حجم الدمار المروع الذي لحق بمدن ومجمعات وقرى أبناء الديانه الايزيديه المهجوره و الفارغة من أهلها منذ ست سنوات ( وهم مكون من أصحاب البلد الأصليين ) فـ المنازل والمحلات والشوارع مدمرة محطمة متهالكة ولا ماء صالح للشرب مع افتقار لشبكة الصرف الصحي والكهرباء مفقود وشبكة الكهرباء متضررة ولا خدمات تذكر من تعليم وصحة وغيرها .
كل هذا ، اضافه إلى عدم وضوح الرؤية للمستقبل و لما ستكون عليه الأمور وظروفهم في قادم الايام ، وفقدانهم لـ الامل بالحاضر والمستقبل ولد إحباطا وانهيارا نفسيا كبيرا جدا لدى الايزيدين عموما ولدى الشباب الايزيدي خصوصا .
هذا هو حالهم في مخيمات النزوح وهذه هي معاناتهم والآمهم التي يعانون منها شبابهم وايضا كبارهم وصغارهم وكذلك نساؤهم ورجالهم ولهذا وفي الاونة الأخيرة وبسبب ما يعانون منه منذ ست سنوات ازدادت عمليات الانتحار بين أهلنا الايزيدين في المخيمات النزوح التي يعيشون فيها .
لذا لابد من تدخل حكومي وعلى وجه السرعة لمعالجة المعاناة التي يعاني منها المواطنين الايزيديون والتي طال امدها كثيرا ليتخلصوا من ما لحق بهم وذلك باعمار مناطقهم المدمرة وتوفير الامان في محيط جبال شنكال للايزيدين وكذلك محاسبة ومحاكمة كل من تسبب بـ الابادة الجماعية التي يتعرضون لها وتشكيل فرق بحث حقيقية وجدية لاعادة المختطفين وتسهيل عودة أهل شنكال إلى مناطقهم وتوفير الدعم الصحي والنفسي لهم ليتخلصوا من تبعات الابادة التي يعانون منها .
لذا نأمل من الطبقة المثقفة بأن تعمل بالضغط على الحكومة العراقية في بغداد و أربيل بهذا الاتجاه وطي هذه الصفحة المؤلمة والقاسية من جراء الإرهاب الإجرامي والعمل على عدم تكرار ذلك في المستقبل لينعم بلدنا بالطمأنينة والخير .