على مَدارجِ الأبدية …!!!
مُذْ كُنْتُ في الرَّحِمِ
كانت العواصفُ تسكنُ رأسي
والملائكةُ تسجدُ لمداركِ حسّي
كان جدّي الأول يحلمُ بخلق العالم
لانَّ ضياءهُ كان يفوق بيارق الكون
حتى أوراق الأشجار كانت ترتعدُ منهُ
والريح ُ حينما كانت تتبخترُ أمامهُ
كان يصرعها ويُمزِّقُها كُلّما انتابهُ الغضب
كم من المرّاتِ حاول الماءُ خنقي !
وُلدتُ قبلَ أكثر من سبعة آلاف عام
لازلتُ مُحتفظاً بهويتي وألواحي المقدّسة
بنبضي أنقشُ الزمن بسرعة الغيوم
أخطُّ اسمي على مدارج الأبدية
أقتحمُ فوضى العالم بحطام ياسميني
بزُرقة سمائي أُرنّمُ مع الجوع والعطش
أُكلّمُ آلام الشمس بضجيج صمتي
بصفصاف دمعي أُخيط ثوباً للمدى
بخيوط عيني أفرش طريق الملكوت
أتنزّه بحدائق أشواك المريمات
دون أن أتخفّى أو أختبىء تحت الشجر
أُعيدُ للحُبّ زهوه وللأُقحوان رحيقه
بفراديس البياض ونقاوة الثلج
أمتطي السماء بحكمتي البيضاء
أدخل الى مُدن الله دون جواز سفر
أعبر الغموض وأصل الى قارتي الثامنة
أختصر الكون وأجتاز كل المظالم
أُشارك بأقماري الخجولة وليمة الفقراء
أُعزّي نواقيس الصباح التي ترنُّ في الضباب
بقداستي المجانية وأبجدية دمي الصافية
التي تستريح على ضفاف النجوم
سأزحف بظلّي باحثاً عن أنهار الرماد
والأعاصير التي عصفتْ بسُحُبي
وعلّقتني كالأُرجوحة بين الشمس والقمر
سأخترق البرق من غير أن أهاب الرّدى
معي فراشاتي الصغيرة وضياعي الجميل
في ممرّاتِ بياضهِ وسماواتهِ الصافية !
ايليا وعدالله