على موائد الأشواق
أخذتني موائد الأشواق
تقتنص فرص الفرح على غصن يتيم
كعصفور أعمى يغرد خارج السرب
يتزاحم مع النمل الأبيض في أنفاق الروح
على بقايا الوداع
على فتات الأمل
تتراقص على نغمات طقطقة جوف الليل .
يتلعثم الحزن الصريع
على ألسنة الحنين
ينبت على ضفافها حروفا صماء
تدفعني إلى زاوية الهروب
ابتعدت عن عالمي
ليس لي فيه ورد ولا عبير المسك
كما يبتعد تاريخ الميلاد عن موعد الوفاة
عندما يطول العمر .
ابتلعت قهري ومضيت
ما من حجر تتعثر فيه قدمي
أو يوقف مسرى حسرتي
رمال الصحراء قادرة على أن تجعلني وحيدة مع الشمس المحرقة
تهديني قلم الهذيان
لأكتب عناوين قدامى العشاق على جبين السراب
ورسائل السلام على شواهد قبور الشهداء .
خشب الموائد يتلاعب بمن هم على الكراسي
لا فرق إن كان خشب الصندل أو الزان
أجلس ثابتة أتذكر أمسيات الماضي
غير قادرة على الانفعال
مسافات نارية بيني وبين نياط القلب
أحاول أن أنتزع حقي منه
أترقب طلة القمر
كيف ينصاع لآوامر الشوق
على نخب ألم الأيام ؟!
طعم مر ملأ صحون الدهر
في الحلق كغصة تحرق أوراق الرجاء
وداعا أيها المساء
سأختفي في ليلي
بعد أن أحفر اسمك على موائد اللهفة
يسكن نحيب لا يرحم أدران أضلعي
يستقصي وجودي على نعش شفاف
في دكنة البؤساء
تفترسني الهُوَيَنا عقدَ الخشب
وتُسْقِط عودي أرَضَة التّوق .
🌼🌼🌼
بقلمي سهيلة مسة/المغرب