على مرآة الذاكرة عيد
……………….
إن أتيت
هلّا جلبت معك ريحانتي اليتيمة
المرمية على شرفة الوطن
رسائلي السرية التي أخفيتها في شقوق شجرة التوت
في حديقتنا
وحفنة من سكاكر الحامض حلو التي
كانت تخفيها جدتي في صرة
كلما قبّل أحدنا يدها
مدّت يدها إلى صدرها وناولتنا حفنة
ليتك إن أتيت
تجلب معك ضحكات الجيران
مشاوير شباب الحارة تحت الشرفات
الأغاني المرسلة عبر الأثير لا تثير شكوك الأهل
وحدها ابتسامة صبية تفضح الأمر
كلما ارتفع الصوت
لاتنسَ رنات الهاتف الأرضي
حتى لعنات الآباء حين لايرد أحد
ما دمت قررت
أن تأتي
املأ صدرك برائحة القهوة
رنة الفناجيل
حتى عبث جارتنا وهي تغمز حين تفتح لنا الفال
وتقول هناك فارس على حصان أبيض آت
القائمة تطول
هلّا حملتني ياعيد
عصفورة إلى الوطن
لتعود إليّ حياتي بلمس كل ماذكرت