إيمى الاشقر
عندما خلق الله ادم عليه السلام و خلق له حواء , خلق معهم القيم و المبادىء الانسانيه الساميه لتكون لهم بمثابة منهج اخلاقى نموذجى يسود الارض و تحيا به
الرجال و النساء و تكن اساس لعلاقات زوجيه انسانيه راقيه ألا و هى ..السكينه , الموده و الرحمه
… قال الله سبحانه و تعالى :
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).الروم : 21
و هنا وضحت لنا الايه الكريمه الاسس الثلاثه للحياه الزوجيه السليمه السعيده
و كل من يتأخذ كتاب الله منهجا له فى حياته تكون هذه هى فلسفته التى يقيم على اساسها علاقته بشريكة حياته .
و كانت الايه الكريمه السابقه اعظم مقدمه للقصه التى سوف اتحدث عنها , قصه قام فيها بدور البطوله شاب من هؤلاء الذين يرتدون عباءة الدين و يتقمصون شخصية الملتزمون بكتاب الله و سنة رسوله الكريم , و نسى تماما او تناسى عن عمد تلك الايه العظيمه , و لم يؤدى العمل السينمائى بمفرده بل اشتركت معه افراد اسرته , كان عمل جماعى و لقد برعوا جميعا فى التقمص و تجسيد الشخصيات !!!!
بدات القصه حينما اراد والد و والدة هذا الشاب زواجه , و بالفعل عن طريق احد المعارف تقدموا لخطبة فتاه من اسره محترمه ذات اخلاق عاليه تتمتع بقدر عالى من جمال الشكل و الجوهر , على قدر كبير جدا من الثقافه و الاطلاع , تتصف بعقليتها المتفتحه المستقله , لم تكن ترتدى النقاب او العباءة السوداء بل كانت ترتدى حجاب يغطى الراس و الرقبه و كانت ترى ان علاقة العبد بربه تكمن فى جوهر الانسان و ليس فى الظاهر فقط , وهى على درجه كبيره من الرقى الاخلاقى , تميل الى الصراحه و الوضوح و خاصة فى موضوع الزواج لانها ترى ان الحياه الزوجيه لابد وان تقوم على اساس واقعى و ليس سراب ,
والدها ملتزم دينيا و على علم و درايه واسعه بكتاب الله و سنة رسوله و لكنه كان يرى ان الالتزام لا يعنى اطلاق الحيه و قص الشارب فقط بل يكمن فى جوهر السنه و التى هى منهج كامل شامل ادق تفاصيل الحياه , و كذلك والدتها سيده محترمه على درجه عاليه من الرقى الاخلاقى .
بدات مرحلة التعارف بين هذا الشاب و الفتاه التى تقدم لخطبتها و كانت هى تتحدث فى كل شىء بصراحه عاليه اما هو فلقد ارتدى قناع الطيب البرىء الهادىء رفيع الاخلاق صاحب العقليه المتفتحه كل مافعله هو انه ظهر لها بالشخصيه التى تفضلها
و بالصفات التى تميل لها و انه هو الرجل التى تتمناه و ستجد معه السعاده و الراحه
لسبب واحد فقط انه ملتزم بكتاب الله , و سنة رسوله هى الاساس الذى يسير عليه فى طريق حياته و خاصه معاملته مع زوجته و دعم كلماته بالايات و الاحاديث فجعلها ترى انه هو فارس الاحلام المنتظر فما اجمل من انسان يتاخذ كتاب الله و سنة رسوله منهجا له فى الحياه !!!
تمت الخطبه و لثقة الفتاه العاليه بصاحب الاخلاق و الدين تم عقد القران ايضاً , و كان الاتفاق على ان الزواج سيكون فى خلال شهور قليله , و لكن ماحدث انه بعد عقد القران بساعات قليله ظهر على حقيقته الكامله ضاربا بالقناع الذى ارتداه عرض الحائط فرات امامها شخص اخر ليس له اى علاقه بالشخص التى وافقت على الزواج منه !!! مر ثلاث اعوام و لم يتاخذ اى خطوه تجاه الزواج و خلالهما كان كل مايفعله هو تاليف قصص من نسج خياله لتكون مبرر لتاخير الزواج و لم ترى منه الا سوء المعامله فاهدر كرمتها بالسب و القذف و الاهانه و البخل الشديد الذى لا يوصف ونسى او تناسى قول الله تعالى :
“وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا” سورة الاسراء(آية 29)
بالاضافه الى عدم الاحساس بالمسؤليه تجاهها , و كان السبب فى فصلها من عملها و رغم ذلك نفى عن نفسه المسؤليه و امتنع عن الانفاق عليها تعويضا لها عن عملها التى فقدته بسببه و لم يتذكر الايه الكريمه التى تقول : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم النساء ايه 34 , رغم انه كان دائما يقول لها .. انا رااااااااااااااااجل !!!!!
و حينما اوقفته امام حقيقته المزيفه و انه كان يرتدى قناع الملتزم صاحب الدين والاخلاق لم يخجل و لم يعترف بالحقيقه او على الاقل يحاول تجميلها بل حاول ان يستخدم معها الايحاء النفسى ليحطمها نفسيا ويحطم ثقتها بنفسها و يجعلها تشعر ان كل ماتراه او تسمعه هو مجرد هلاوس ليس لها اساس فى الواقع ليشعرها انها مريضه نفسيه تحتاج الى العلاج و فى كل مره توقفه امام حقيقته يقول لها , مجنونه مجنونه تحتاجين الى العلاج النفسى , و لانه هو من كان يعانى من مرض نفسى قديم و لم يكمل علاجه و اخفوا هذه الحقيقه عنها الا انها عرفتها بالصدفه ,
اراد ان ياخذها الى عالم المرضى النفسين حتى لا يشعر انها افضل منه بل لا احد افضل من احد , و رغم ظهور حقيقته الكامله الا انه استمر فى تقمص شخصية الملاك و لكن كيف تقتنع هى بعد ما رات الحقيقه كيف تقتنع بمجرد كلمات بعد ان رات بعينيها التصرفات التى اوقفتها امام الحقيقه البشعه المؤلمه لكنه استمر فى التمثيل و اذا شعر انه لم يعد قادر على اقناعها يعطى لها ايحاء انها مريضه و ترى اشياء ليس لها اساس فى الواقع !!!!
ظلت الفتاه معلقه بين السماء و الارض , و هو لا يفعل شىء سوى السب و القذف اذا حاولت التحدث هى او احد من اهلها لا يريد ان يفعل شىء ولا يريد ان يتركها و يرحل عنها , اما عن والده و والدته فهم يرتدون قناع الطيبه و هم وراء كل ما يحدث منه فهم العقل المفكر المدبر و هو مجرد اداه تتحرك باطراف اصابعهم !!!
فاض الكيل و قررت الفتاه ان تطلب الانفصال فلم تعد تتحمل اكثر من ذلك …..
و كانت نهاية الادوار التى برعوا فى تجسيدها فكانت الموافقه على الانفصال من قبل الشاب و اهله مشروطه بان تتنازل الفتاه عن حقوقها الشرعيه و توقع على ما يفيد انها ليس لها اى حقوق وانها اخذت حقوقها كامله !!!! , هذا و انه لم يكتفى بذلك بل اساء فى الحديث عنها و انكر كل مميزاتها و الصق بها كل ماليس له صله بها او باخلاقها و مبادئها و هى التى لم يرى معها سوى الحنان و الاهتمام و قوة التحمل لعيوبه الشخصيه و العقليه التى لم يقوى على تحملها اقرب الناس اليه كانت معه مثال للاخلاق و العقل و الحكمه , و لم يتذكر الايه الكريمه التى تقول :
﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ سورة البقرة، آية 231.
و لم تجد امامها مخرج سوى ان تتنازل عن حقوقها الشرعيه حتى تتخلص من ذلك المعتوه الذى يرتدى قناع رجل الدين . و فوضت امرها الى الله ,
و فى النهايه اوجه كلمه الى هذه النوعيه من البشر .. ليس من حققكم ان تقوموا بعمل مونتاج لكتاب الله و سنة رسوله لتاخذوا منه ما يحلو لكم و يتفق مع اهوائكم الشخصيه او الذى يساعدكم على تقمص شخصية الملتزم المتدين و تتجاهلوا ما ليس متوافق معكم , و لاتنسوا ايضا ان الظلم ظلمات يوم القيامه , ولا تنسوا او تتجاهلوا قول رسولنا الكريم عليه افضل الصلاه و السلام : ( اتقوا دعوه المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) صحيح الجامع:117 .
و الى اللقاء مع قصه فى مقال
من سلسلة : على مذهب من ..؟؟!!