علي المطلبي
عفوا ياصديقي ومعذرةً على همسات جال بها الخوف واخذت مني مكاناً..فليس لي في بلدي غير الخوف..ومافي زوادة السفر عود ثقاب ولابقية شمعة..كانت هنالك أفق بعد ان أغلقت الابواب بوجهي..أقسم بالعزّة وربها . .اني ما ادركت قوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) الا حيث رأيت بأم عيني ولمست لمس الأعمى..أن لا أقسى من الجوع الا الخوف ولا اقسى من الخوف الا الموت….كنت يا صديقي سجين الغربة بعيدا عن بلدك ..تسأل عن أخبارنا ..ورسولك الينا يحفظ السؤال عن ظهر قلب ..محاذراً ان تفلت منه مفردة في غير مكانها ..كأنه يحمل في دمه اسرار الخلق..فرسولك الذي يدور في رأسه الموت بين أسنان الكلاب يتحلى بفطنة الخوف وحذر الصياد ..يدور حولنا يمينا ويسارا حتى اذا أطمأن الى الحال .همس في أذني منشورا سياسيا يهز اركان المنطقه الخضراء.. لا اكثر ولا اقل ..والشوق بين صديقين احدهما يعاني من غربة البعد عن الوطن والاخر يعاني من غربة وجوده في الوطن .أمسى تهمة اوجدوا لها مادة في قانون العقوبات ..فأي زمن نحن فيه..فهل تعذرني الان ..إذا ما لذت بالاختباء وهربت من لقائك .فأنا أدرى بنفسي وشجونها واعرف بأن الكلمات ستخذلني على عادتها وان قلبي سيتشظى بكاءاً..فأنا مازلت بدوي النزعة والهوى ..لم يتحضر بحضارة الستلايت والهواتف الخلويه واخشى عليك من سخونة عواطفي الشرقية واخشى على نفسي من استهجانك لغة البداوة المعششة في وجداني ..فأمهلني ..أمهلني ريثما استجمع شجاعتي واغير لون بشرتي وثيابي واحسن التعامل بالدولار بدلا عن الدينار واهضم ديمقراطية ساحة التحرير وحرائق وزارات الفساد وحرية الاعلام المفرطة …عندها سآتيك رجلا عصريا لايعرف طريقا للبكاء….