* الهام وجداني وإيقاظ للوعي وإركاع الجبروت الآدمي.
* مات عصر الاستبداد وعصر الامتلاك الغير شرعي.
* المبدع بالكاد يحصل على قوت يومه .
لم تعد لنا أهمية للفكر والأدب في زمن جاهلية العصر والحروب والفساد والأزمات الطبيعية أو المفتعلة نحن نكفر ما يحلو لنا ونحلل ما يحلو لنا وحين نعرى السارق والناهب والخارج من حلقات الإنسانية ,ونصفق ونهلل لصاحب القرار الذي ينتهك شرف الوطن والمواطن بسرقة لقمته بكلمات غاية في الابتذال مثل ” أبو رغال ” ، كان هوشى منه في كتابات يشار كمال عند انتصار الثورة لم يقبل أن يجلس ويسكن بيت الحاكم الجائر بل سكن في بيت حارس الحاكم بجوار القصر الفخم وحين جاءت أخته لزيارة هوشى منه منعوه وبعد أن سمح لها لم ترد أن تأكل من مال الشعب بل كانت تعمل وتزرع وتبيع الحاصل وتأكل من أتعاب يديها ولا تريد أكل من مال أخوها الحاكم والخادم للشعب هوشى منه .. من هذا الأطر ندنو من قصيدة ” القلم وما يسطرون ” كلمات الشاعر عصمت الدوسكى الهام وجداني وإيقاظ للوعي وإركاع الجبروت الآدمي الذي لا يختلف عن الباقين، والحاكم هو الله بعدله ونواميسه وقانونه ومثلما قيل للحاكم متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا الاستعباد لا يجوز مات عصر الاستبداد وعصر الامتلاك الغير شرعي لأموال وأملاك الناس ” أمرك سيدي مطاع ” مات هذا العصر والشعب بكل فئاته ترفض الكذب والسرقة والذل والاستعباد لأي إنسان كان .. نعم الاحترام واجب ضمن المعايير والمقاييس بدون مذلة وبدون هوان …والثروة القومية يجب أن توزع بعدالة على مستحقيه ويجب أن يبنى البلد على أحسن صورة وأجمل حال ، التسول عيب وتعيين الشباب وحسب مؤهلاتهم واجب الدولة والحكومة والكفاءة والنزاهة مطلوبة في اختيار العنصر البشري الشاعر عصمت الدوسكى لسان الشعب المقهور وفنارة عالية في الليالي المعتمة .
ومن قصيدة …. القلم وما يسطرون
( يا قلمي لست كافرا
منعوا عني الخبز
باعوا الماء وأنت لست ماطرا
سرقوا المال نهبوا الرزق
لست ملعوبا مثلهم وشاطرا
حطموا الأحلام كسروا الآمال
رفعوا شعارا عابرا ) .
النجار يضع القلم على أذنه ليقيس أحجام الخشب ليصنع كرسيا وكذلك عامل البناء وبيده ” الفيته ” باللهجة العامية أداة القياس ليقيس الطول والارتفاع لأي جدار .المبدع مجنون يهذي بجنونه ويبدع ولا يقاس أعماله بالفيته والمسطرة .ومن هنا الإبداع ارتقاء إلى الأعلى وأحيانا يمزق مألوف الناس بجنونه وهو جنون مطلوب لأنه لا يحسب للأشياء العواقب ومن هنا شهرته وقدرته في رسم أدق الخلجات لا يبالى صغار الناس حين ينتقدوه جزافا بل يكن شامخا حين يتعلم بدقة النقد الذي فيه إسفاف وتجني وجهل ، ما أريد قوله هو أن لا يهزك كلام السفراء ووكلاء سلاطين السوء. بل لا ترد ،فهم يموتوا في سمومهم مع الزمن . اغلب المبدعين والمتميزين في كل العالم محل مراقبة وترصد ويهابونه وهو بالكاد يحصل على قوت يومه ، ولكنه كبير في نفوس الآخرين وعظيم وأنيق وجميل بكل شيء إلا من الناحية المادية المعيشية فهو ” أفقرهم ” وهذا نصيب الإبداع ، تذكر دوستويفسكى نفى إلى سيبيريا وصدر بحقه حكم الإعدام وهو في أقاصي الدنيا مضى أكثر من 100 عام أتحدى أديبا لم يقرأ له ولم يبهر به كيف كتب دستوفيسكي كل هذا السفر ..؟ وهو كان مقامرا وسكيرا وأديبا من الطراز الأول وأنت بعيد عن السكر والمقامرة لا تملك غير الحرف الجميل المبهر دع حرفكم يشمخ وإبداعكم ينبوعا يسقى به العطشى وتسكن آلام الجائعين بكلماتكم السامية وتخفف من أوجاعهم .
( أين الحق ..؟
أين العدل ..؟
هل العدل يطأ رأسه
كالنعامة في رمل ويمشي عاثرا ..؟
أين الحرية ..؟
هل الحرية أن أبقى جائعا
أصوم بلا أذان ولا هلال ظاهرا ..؟ ) .
سطر مع قلمك واكشف خطوب الزمان والإنسان هذا معول على رؤوس الحساد لم أرى في حياتي مبدعا مرتاحا ، قرأت الكثير عن نزار القباني وكان سفيرا لسوريا عاش في لبنان وهكذا الكثير من الأدباء المبدعين .
وفي قصيدة ” رمضان والأمل ” يلمح متى يصحو صاحب السيادة ودولة الضعف من غفوته وينظر يمينا وشمالا ماذا حل بالرعية يقول الشاعر عصمت دوسكي بلسان صدق .
( جئتك بلهفة مع الأحزان
ربى أشكو لك ضعفي مع الأشجان
ربى جئتك باكيا على دم الأوطان
ربى …أستغفرك في كل مكان وآن ) .
لو كان للحجر قلب ونبض لأجاب واستجاب لطلب المواطن الجوعان ، كلاب قصرك ترمى إليهم ما طاب ولذ من الزاد يكفي المواطن الجوعان في بلد الأغراب ووطن السراق والفاسدين الذين جاؤوا وحكموا وداسوا المواطن والأوطان لأنهم أكثر شراسة من الحيوان لأنهم يأكلون حصة المواطن لأنه ليس له لسان ….وداسوا حرمة المقدس وبلا استغفار ولا رحمة لأنهم من جنس الوحوش والغاب وغرباء عن الأوطان ….ومن هنا القول الغنى في الغربة وطن ..والفقر في الوطن غربة …..متى نصحو ومتى نفيق ..؟ وبلسان فصيح الأمر عندي لا العروش باقية ولا دولة الرئيس سائدة بل القبور الفانية كتب على لحده هنا مكان الفراعنة وهنا مقبرة الملاعنة ، عصمت شاهين الدوسكى أيها الشاعر في زمن مؤلم عش كما أنت فالنصر قريب بين رمشة عين وتنهيدة طفل بائس والله يقول ” أليس الصبح بقريب ..”
**********************
سطور عن الأديب والإعلامي أحمد لفتة علي
*******************
احمد لفته على
ولد فى مدينة الحبانية
– حاصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة بغداد عام 1969
– عمل في جريدة التأخى محررا من عام 2005 /2010
عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
_ عضو عامل / نقابة صحفيي كوردستان
نشر لأول كتاباته في مجلة المجالس المصورة الكويتية ومنها بدا ينشر كتاباته في مختلف الصحف والمجلات ومنذ العام 1980 وما بعدها ومازال يواصل الكتابة
– صدر له كتاب نقدي ” القلم وبناء فكر الإنسان 2019 م – دهوك “