د. جودت العاني
عرفتكِ.. لكنْ أقولُ، لماذا ؟
وقفت طويلاً أمام سؤال كبير، لماذا ؟
لعلَ اليقين تراءى
وإن السرابَ توارى..
وراء السنين الخوالي
بأنكِ أنتِ
أمزجة من طقوس الصحارى..!!
تراقصها هفهفات المساء
وبرد الشتاء
ومشوار صيد الحبارى..!!
* *
تُمارينَ حشد الضباء
وتنسين سرب القطا يأتي
ليمرح في دروب الحيارى..
ولا شيء يشفع غير همسٍ
يغازل في مواخير السكارى..!!
* *
أمزجة فارقت ظلها
تصب نهاراتها شيئاً
من رذاذ الظنون
وصخب الجنون
بليل السهارى..!!
* *
أنتِ حزمة من عناد الطباع
تفرين مذعورة من نسيم الرياح
وتَشْكينَ ضُعفَ أنثى
تلوذ خلف الخمائل
في ملامح الصحو
وأني أراني ،
وقفت طويلاً أقول لماذا الجفاء..؟
لماذا السهاد ، لماذا العناد..؟
لا شيء يفزع في العناد
ولكن ، لماذا..؟
* *
عرفتكِ مرات ومرات كعطر الخزامى ..
ويشهد موج البحر وخلجانه
والصخور وطير النوارسْ..
وتلك الصحارى
وتلك البراري
وكل العيون النواعسْ..
* *
عرفتكِ في معبدِ النُسْكِ
وماخوره طافح بالندامى..
عرفتكِ روحاً تجلتْ
ثمَ أضحتْ
معفرة ، خالفت لونها
لتحمل أمزجة من طقوس الحيارى..
وروح العذارى
وطقس الصحارى
ونغمٌ ، تلاحينه في العراء ..!!
* * *
15 / 4 / 2015