” إذا كنتَ من الذين يمارسون تخفيف مصائبهم بالكلام فإنك ستكتشف ما خشيته ونطقتَ به في ساعات الهلع والفوضى النفسية تلك وأنت تكنسُ مخلفات ماضيك ، لن تعرف متى أصبحتَ بالضبطِ هذا الشخص المُؤلَف من كلِّ تلك َالأشياء المخيفة التي طرحَتها على نفسِك كأسئلة في أيام لم تعد تذكرُها تحديدا..”
عدتُ …..!!!!
وسوفَ أكررُ العودةَ
هاربة من القلقِ
لأعيشَ بضعَ لحظاتٍ حرةٍ
فارغة من التفكيرِ بشيء
أمرأة لا تمتُ للحداثةِ بأي صِلةٍ
أشبهُ المدُنَ العريقةَ بفتراتِ رُقيّها الوجيزةِ
والماضي المجيد للأجيالِ الناحبةِ على حاضرِها
٠٠٠
كثيرةٌ هي المرات التي ضحكتُ فيها
حينَ كان يُغشى عليَّ فأجدني في شوارعِ بغدادَ ….!!!
أنعكاسُ الشمسِ في نظارتهِ يصفعُني
فأصحو لأكتبهُ نصاً مزدحماً بالنقاطِ والهمزاتِ الضائعةِ
يا ٠٠٠٠وطني
ما حيلة نصوصي والبلادُ ميتةٌ
والجرحُ الممتدُ إلى خاصرتي ما زالَ مفتوحاً
أخفيهِ بيدي كي لا يُفضحَ وجعي …
حبلُ خلاصي معلقٌ بنتوءٍ في جسدي
لا أحدَ يوقفهُ ويقطعُ جزءَهُ العفنَ
هذا ما بقي مني.
٠٠٠
إنهُ المشهد الأخير
أظنّهُ جديراً بشربِ القهوةِ والتدخينِ؟
ووضعِ أحمرِ الشفاهِ القاني
والتقاطِ صورةٍ بالأسودِ والأبيضِ
ولربّما كنتُ بحاجةٍ لأن تعيرني يدكَ الآن،
أريدُ أن أمسحَ عني هذا التعب.
التعبُ من أمكنةِ بيتي التي
ما دخلتها مرةً إلّا وشعرتُ بالأُنسِ،
اليوم ٠٠٠
كانتْ تعجُّ بالخوفِ، التوتّرِ، الهدوءِ،
ليسَ ذاكَ الهدوءِ الذي قبلَ العاصفةِ .
أصواتٌ غريبةٌ تذكرني بمسقطِ رأسي
حتى ينهكَني الخوفُ وأبدو كعائدٍ من جنازةٍ
أنا القاتلُ و الميتُ
وأنا من يبكي على كليهما .
الأبوابُ موصدةٌ وذراعي ملويةٌ
والشرفاتُ تخاطبُني :
– أنجِ بنفسكِ.
غادري بسرعة قبل أن تَخسري !!!!
لكنَّ الصوتَ يختفي دونَ أن تكتملَ الجملة
ما الذي سأخسر
بعد أن وهبتُ أغلبي للوجعِ
فقط ٠٠٠
حتى لا تسمعَ الجدرانُ آهاتي
٠٠٠٠
نيسان سليم رأفت