ظواهر مسكوت عنها ..أطفالنا في عالم الرذيلة .
في عراق اليوم عراق التغيير طفت الى سطح المجتمع ظواهر لم تكن في يوم ما لها اصل او فصل او لعل التفكير فيها هو ضرب من الخيال والمستحيل في مجتمع محافظ تربط من سكن تحت سماءه وعلى ارضه روابط ووشائج قل لها نظير وشبيه في مجتمع اخر حتى تلك المجتمعات الاسلامية والتي هي قريبة على تركيبة المجتمع العراقي …
لفترة منظورة وقريبة يتمتع المجتمع بعلاقات رائعة بين اهله وسكانه فليس هناك من المشاكل التي نتحدث عنها اليوم على الرغم من الظلم والجور والحيف الذي اتت به الدكتاتورية الى هذا البلد غايتها تكوين مجتمع غير متماسك مفكك لا يهم مواطنه الا نفسه وعائلته وليس له شان بما يدور خلف جدران غرفة نوم مواطنيه او بالقرب من باب الدار الخارجية ..لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع ولنا في فشلها شهادة واضحة لتماسك هذا المجتمع والحفاظ على عاداته وتقاليده من الانهيار وهذا ما شاهدناه جليا في فترات الحصار الاممي الجائر على عراق العلم والمقدسات
فرأينا التفاف الناس حول بعضها البعض وصناعة التكافل الاجتماعي بين المرفه والفقير حتى انقضت تلك السنوات دون أي ظاهرة دخيلة على هذا المجتمع على الرغم من عظم الماساة …
اليوم وبعد العام 2003 شاهد العراقيون وبالملموس العجب من التصديرات الغريبة على ذالك المجتمع الرفيع في كل شيء من عاداته وتفانيه وتقاليده وحبه لبعضه البعض حتى وصلت بعض تلك الظواهر الى عظم ساق المجتمع وبدأت تنخر بقواه التي تستمد قوتها من قوة المجتمع حتى بات السكوت على بعض من هذه الظواهر امر يندرج تحت خانة الخيانة لهذا الوطن الذي نتمتع بما يمدنا من اسم له وانتماء لعراقيته …
الحقيقة ان بعض من هذه الظواهر اليوم السكوت عنها بات امر لا يصدق خاصة عندما يصل ذالك الخراب الى عمادة ومستقبل المجتمع وبناته المستقبليين من المرأة والطفل ففي خانة المراة لا اريد ان اذكر الحكومة والقارئ بما تمر به المراة العراقية من ماساة لو وجدت في مجتمع اخر غير العراق لأنهار من علياءه ملايين من الارامل والمطلقات والعاطلات والمحرومات والعوانس ولا اريد ان استرسل في موضوع المراة الذي يدمي القلب ويملاه قيحا ,,
لكن الخطر الاعظم من مشكلة المرأة هو مايمر به الطفل العراقي اليوم من وضع اعتقد ان الحديث عنه يحتاج الى وقفة شريفة ومباركة من قبل كل الخيرين من اهل هذا البلد لاسيما الحكومة العراقية لتي نحن اليوم نعيش تحت ضلال التظاهر والخروج من أجل الاصلاحات وتغيير الواقع فليس الحديث والشجب او المعالجات السطحية بكافية عن حل مثل هذه المعضلة الكبيرة والكبيرة جدا وليس تخصيص مبلغ معين لمعالجة جزء من هذه المعضلة هو الحل بل المطلوب هو الحل الجذري لما يمر به الطفل العراقي وانتشاله من براثن وحشية المستنقع الذي وجد نفسه فيه وهو لا يعرف بوصلة الخروج من
ذالك المستنقع الاسن والذي يمد بمياهه الاسنة من قبل منظمات ومؤسسات وعصابات فاشية غير ابهه باستثنائية ذالك المخلوق الذي حاباه الله في كل مكان ….
كل يوم نسمع وبدون حياءا افعال واعمال ضد تلك الطفولة البريئة التي ذنبها انها وجدت نفسها في وطن ممزق تتربص به الدوائر فلا اب ولا ام وتنهش بجسده الطري اهداف واحلام العصابات والسراق والقتلة والمفسدين فوجدنا ذالك الطفل الذي لايتجاوز عمره الخمس او الست سنين يعمل في اعمال لا يعملها الا الاكبر منه سنا وهو يتعرض للضرب والشتم والسب ووجدناه في تقاطعات لطرق يبيع المناديل الورقية ويتسول واذناه تتلقف الغرائب والعجائب من الكلام البذيء من ضعاف النفوس وفي مكان اخر يتمتع اقرانه برياض الاطفال وحنان الاب والام حتى اصبحت مثل هذه الصور مالوفة جدا
لدى العراقيين فليس غريبا ان تجد طفلا لا يتجاوز عمره السبع سنين وهو ممدد تحت عجلة بعض من اجزاءتلكل العجلة الصغيره يتجاوز طوله وذالك الطفل نفسه جند للسرقة في اماكن عدة وسخرت براءته للتجاوز على الناس وهذه ايضا بعض من الصور التي ربما يتجاوزها البعض لكن ان تجد اطفال بعمر الثامنة والتاسعة يمتهنون القتل ويعبئون بمعسكرات تدربهم على القتل والذبح وتحت حجج واهية واسماء ليس في مجملها الا الضحك وجذب تلك البراءات الى تنفيذ تلك الجرائم فسمعنا (طيور الجنة وفتيان التحرير او زهور الاخرة ) واصبح ذالك الطفل يعد لمستقبل لا يخلو من القتل والتدمير
له ولمجتمعه ونفس ذالك الطفل شوهد اليوم وهو ناقل للمخدرات من منطقة الى اخرى او من مدينة الى اخرى لغرض صد القوات الامنية وعدم الالتفات الى تلك الوجوه وهي تنقل المخدرات والمشروبات الكحولية من التجار الجشعين الى زبائنهم في محال سكناهم وهذه الظاهرة اصبحت متفشية في مدن وقصبات عراقية كبيرة فالطفل ونظرا لسنه هو غير مشبوه من قبل الجهات الامنية وهو ينقل ماينقله من تلك الممنوعات في جيوبه وحقائبه المدرسية التي جردت من الكتب ليوضع مكانها قناني المشروبات الكحولية واكياس المخدرات وهو نفسه اصبح ناقل جيد للمهربين من الاثار والعملات المزورة
بين المدن وكذالك اصبح سفير ينقل بيده نساء وبائعات هوى الى زبائنه من منطقة الى اخرى ويتجاوز السيطرات بحجة ان من ترافقه هي امه او اخته ناهيك عن العبث بتلك الطفولة والتجاوز على جمالها وقطف روعتها من خلال الممارسات المشينة والسادية بتلك الاجساد الطرية اما التهريب لتلك الطفولة الى خارج العراق وبمرأى ومسمع من قبل الجهات الرسمية او بطرق شيطانية قلما يتم اكتشاف التواءتها اصبحت تلك الطفولة تباع بسوق النخاسة وبسوق بارك الله وباسعار لا ترقى الى سعر راس نعجة مريضة ليس لها ولفائدتها الا الذبح تباع تلك الطفولة بسعر زهيد جدا بوريقات خضراء
وتصدر الى الخارج ,,,
لعل المجتمع العراقي ليس بغافل عن تلك الظاهرة الخطيرة التي بدأت تسري بدماء ذالك الجسد واخذت تزداد وتتفشى يوميا في جسد ذالك المجتمع لكن ولأسف الشديد لا بل والعار الكبير ان تترك مثل هذه الافعال المشينة بحق ذالك الطفل الذي يعول عليه كثيرا في قيادة مجتمع بصورة نظيفة ووضعه على مسار المجتمعات الراقية ..
اذن الحرب في مثل هذه الحالات مرغوب فيها لأجتثاث العابثين بحق الطفولة العراقية واستخدام كل انواع الاسلحة لأنقاذ الطفل من ذالك المجتمع حتى لو تطلب الحال الاستعانة بمنظمات المجتمع المدني الدولية وبالمؤسسات الاممية لأنقاذ طفولة العراق من هذه الهاوية السحيقة كذالك على المثقفين من الكتاب والاعلاميين رصد مثل هذه الاعمال ووضعها امام اعين القراء والمعنيين في الصحف والمجلات والشبكة العنكبوتية ووضع الحلول لمعالجتها وتقديم النصح للقضاء عليها .
حمزه—الجناحي