طوق الحمام
*
مَنْ ذا الّذي يَجْنِي الرَّحيقَ وَوَرْدَهُ
لَوْ لَمْ يكنْ رَوضُ السَّلامِ خَصيباً
*
كَيفَ الْوِئامُ مَعَ النَّديمِ وَكَأْسِهِ
لَوْ لمْ أَجِدْ مِنْ لَحْظِهِ التَّرْحِيبا
*
يَأْتيكَ مِنْ كثْرِ الْخِصامِ نَدامةً
فَاجْعَلْ صَنِيعَكَ بِالسَّلامِ مَشوبا
*
فَإِذا الْعُطورُ تَزاوَرَتْ عَنْ خالِها
وَإِذا شَكا شَهْدُ الرُّضابِ نُضوبا
*
وَإِذا خَريفُ الْعُمْرِ حَلَّ بِدارِها
وَإِذا شِتاءُ الدَّهْرِ مَرَّ كَئِيبا
*
رِفْقاً فُؤادي بِالْجَمالِ وَسِحْرِهِ
بِكَ خِطْتُ مِنْ رَثِّ الثِّيابِ قَشِيبا
*
وَزَرَعْتُ في جَدْبِ الْحَياةِ رَبِيعاً
وَجَعَلْتُ مِنْ عَنَسِ النِّساءِ عَروبا
*
وَظَنَنْتُ أَزْهارَ الْخَمائِلِ أَيْنَعَتْ
وَحَسَبْتُهُ باتَ الْقِطافُ قَرِيبا
*
وَعَزَفْتُ في لَحْنِ الْقَوافي نَغْمَةً
وَكَتَبْتُ أَشْعارَ الْوِصالِ طَروبا
*
فَبَدَتْ عَلى طَوْقِ الْحَمامِ نُجومُها
قَمَراً تَوَضّأَ بِالسَّحابِ مُجيبا
*
ضمد كاظم الوسمي