طهران و القديم الجديد ضد ليبرتي
حسيب الصالحي
في الوقت الذي تتزايد فيه النداءات و المطالب الدولية التي تطالب و تحث الحکومة العراقية على تحسين الاوضاع المزرية لسکان مخيم ليبرتي و رفع الحصار الجائر عنهم و الاعتراف بهم کلاجئين سياسيين معترف بهم دوليا، فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانبه و کدأبه منذ عام 2003، لم يکف عن مخططاته المختلفة ضد المعارضين الايرانيين أبدا وإنما و بفعل الاجواء و الظروف و العوامل الجديدة فقد صار له نفوذ واسع في العراق و قد إستفاد منه أيما إستفادة ضد هؤلاء المعارضين.
خلال الايام الماضية، ومن خلال مخطط جديد لکنه يعتبر إمتدادا للمخططات السابقة التي نفذها هذا النظام ضد المعارضين أيام کانوا في معسکر أشرف، تم إستقدام أکثر من 20 فردا من داخل إيران ممن لهم علاقات مع المخابرات الايرانية و قوة القدس تحت غطاء”عوائل السکان” الى ليبرتي من قبل السفارة الايرانية و لجنة أشرف التي يرأسها فالح الفياض مستشار الامن الوطني العراقي و المعروف بعدائه الشديد لهؤلاء المعارضين و المتهم من جانب المقاومة الايرانية بإشتراکه في العديد من الجرائم و المجازر و الهجمات التي تم إرتکابها بحق السکان.
هذا المخطط الجديد ـ القديم، يستهدف خلط الاوراق و تهيأة الارضية لتنفيذ مؤامرة أخرى ضد السکان، ذلك إنه وفي عامي 2010 و 2011 استقر مجموعة مشابهة لهذه المجموعة بجوار أشرف تحت يافطة عوائل السكان ومارسوا التعذيب النفسي على مدى 23 شهرا بحق السكان بالقاء الشتائم والتهديد بـ320 مكبرة صوت ليل نهار، وقد أعقب ذلك تنفيذ هجمات و مجازر دامية بحقهم أهمها مجزرة 8 نيسان 2011، والتي راح ضحيتها 36 فردا و جرح أکثر من 500 آخرين، والذي يزيد من الشکوك أکثر بالمهمة المشبوهة لهذه المجموعة هو إن الشخص الذي يشرف على هذه المجموعة هو المدعو مهران كريمدادي الذي في بداية عام 2003 أصبح مجندا لدى وزارة المخابرات مباشرة، وانه قد شارك خلال هذه الفترة عشرات المرات في مسرحيات تلفازية للنظام ضد مجاهدي خلق کما إنه و طبقا للمعلومات الموثقة عنه من جانب المقاومة الايرانية، فإنه يعمل في فروع وزارة المخابرات المسماة بجمعية «النجاة» و«هابيليان» في مدينة مشهد، نفذ ايضا المهمات المكلفة له من قبل وزارة المخابرات في محافظتي اصفهان وأذربيجان الغربية خاصة في عملية الكشف عن مناصري مجاهدي خلق وايذائهم وإزعاجهم.
هذا التطور الجديد الذي هو إستمرار للمخططات السابقة، من المهم جدا أن تنتبه له الجهات و الاطراف المعنية بالامر وخصوصا منظمة الامم المتحدة و الولايات المتحدة الامريکية و الاتحاد الاوربي و يتم العمل من أجل الحيلولة دون هذه المؤامرة المشبوهة.