عدنان شمخي جابر الجعفري
الطريقة السابعة هي: اعلان العراق كبلد محايد بالكامل (سياسيا وعسكريا واقتصاديا…الخ) لمدة لاتقل عن 30 عاما ,على ان يثبت هذا الاعلان دستوريا .
هذه الطريقة هي الانجع في علاج ازمات العراق المزمنة منذ عقود والاضمن من اجل منع تكرار حدوث تلك الازمات مستقبلا ,والاقدر على ابعاد العراق عن الحروب القادمة الى المنطقة من خلال فوضى اميركا الخلاقة للحروب( وما احوج العراق للابتعاد عن الحروب),فالعراق بلد فريد في العالم من خلال كمية الحروب التي خاضها خلال قرن واحد,وفريد في ان معظم تلك الحروب التي خاضها كانت بالنيابة عن الاخرين..حتى صنفت بغداد (عاصمة الدولة النفطية الثانية عالميا) كاسوء مدينة في العالم ,وصنف العراق كثاني اكثر دول العالم فسادا,وكسر عنفوان الملايين من العراقيين والعراقيات في دول عربية لاعروبة لها الا في رضا حكامها ودول غربية لاانسانية لها الا في مصالحها..خسائر العراق كانت فادحة في كل شئ من الزرع والضرع الى الانسان وثقافته واخلاقه.
كما اسلفت فان معظم حروب العراق كانت خاسرة لاربح فيها ,وكانت بالنيابة عن الاخرين لاجمل للعراق ولا ناقة فيها وكانت نتاج حماقات قادة اما لاوطنية عندهم اولاعقل لهم ,فالقائد الذي يدخل حرب خاسرة اما احمق متهور او مغرض يريد هلاك شعبه.
ولنتذكر قول الرسول الامين محمد (ص) حين قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيتة ,اي انه لم يقل اقتل رعيتك فداء لرعية الاخرين كما فعل حكام العراق.
وايضا لنتذكر قول عبد المطلب جد الرسول (ص) حين طلب منه ان يدخل حرب خاسرة ضد جيش ابرهة الحبشي ..قال بلا تردد قولته الشهيرة ( للبيت رب يحميه)..اي انه رفض ان يدخل حربا خاسرة من اجل بيت الله الحرام..موقفه هذا كان هو نصره الحقيقي..فقد حمى الله بيته ولم ينتظر عبد المطلب وقومه ليحموه ,ولم يعاقب عبد المطلب وقومه على عدم دخولهم في هذه الحرب الخاسرة..وهذا يعني ان الله جل جلاله يقبل ان لاندخل حربا من اجل بيته الحرام ان كنا غير واثقي النصر في تلك الحرب.
بعد عقود من الحروب اجد ان العراق بحاجة الى الالتفات للبناء فقط ولاشئ غير البناء,فهو بحاجة الى بناء الانسان قبل العمران,بحاجة الى لملمة شتات ابنائه وبناته وخاصة الملايين من الارامل والايتام والملايين من اللاجئين والمشردين,والملايين من الجرحى والمعاقين…فما يحتاجه اهل الدار يحرم على الجامع.
كيفية تطبيق هذه الطريقة:اذكر الطريقة مع الامثلة من اجل اختصار المقال.
1- اتفاق الكتل السياسية الحاكمة في العراق على بند دستوري جديد يضاف الى الدستور العراقي ينص على منع العراق من الاشتراك باي حرب خارجية او حتى ان يرسل جنوده لخارج حدوده ,كما كان حاصل في العديد من دول العالم التي خرجت من الحروب مدمرة واثرت البناء على الحروب,وعلى سبيل المثال اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية..على ان لايسمح بدراسة هذا البند او مراجعته قبل مضي 30 عاما بعد تاريخ اقراره على الاقل.
2-الاتفاق كذلك على بند دستوري يلزم العراق بالحياد السياسي في كل المحافل الدولية وفي كل القضايا الاقليمية والعالمية.
3- سن قوانين تجرم كل من يشارك في الحروب خارج العراق بدون علم الدولة او ان يمول اي حرب خارج العراق او ان يدعوا الناس في العراق للقتال من اجل اي بلد كان خارج نطاق الدولة العراقية.
4- ان يكون شعار الدولة هو :نحن لانعادي الا من يعادينا ولا نحارب الا من يحاربنا او يعتدي على اراضينا او مواطنينا.
5-الاتفاق على بند دستوري يلزم العراق بان يكون العراق بلدا محايدا اقتصاديا ومنع خلط الدين او السياسة بالاقتصاد ,والانفتاح على جميع دول العالم وعلى جميع المناشئ للاستيراد والتصدير وليكن الجودة والسعر هما الحكم ولا شيء اخر.
6-سن قوانين بنكية مشابهة لما معمول به في سويسرا.
7-سن قوانين استثمار صناعية مشابهة لما معمول به في الصين فيما عدا سعر اجور اليد العاملة.
8-عمل مناطق صناعية انفتاحية مشابهة لما معمول به في الاردن.
9-جلب الاستثمارات في البناء والاعمارعلى الطريقة الاماراتية.
10-سن قوانين تسمح لكل شركات العالم (بلا قيود او استثناء)بتخزين بضائعها في مناطق حرة ومن ثم بيعها للعالم عبر اسواق حرة على الاراضي العراقية بحكم الموقع الجغرافي للعراق ,ويكون ذلك مقابل رسوم معينة.
11-السماح بالصناعات المحرمة دينيا ان كان الغرض من صناعها غير محرم وهذا مباح شرعا,وعلى سبيل المثال الصناعات الكحولية لاغراض طبية مثل المعقمات او لاغراض صناعية مثل العطور..هذه الصناعات البسيطة تستنزف اموال البلد عند استيرادها..فما المانع ان نصنع ما نستورد فالمحرم تصنيعة محرم استيراده.
12-سن قوانين تحمي اموال وشركات المستثمرين الاجانب في العراق من الفساد بكل انواعه,والسماح للمستثمرين بتسجيل جلسات او تهديدات الفساد وارسالها سرا للدولة على انها جرائم اخلال بالامن الاقتصادي للبلد وليست جرائم فساد عادية.
اعتقد ان النقاط اعلاه ستوفر فرص عمل تكفي كل العراقيين وتزيد لتشغيل اليد العاملة الاجنبية على ارض العراق,وستوفر اعلى قدر من الامان للعراق, فالشعب المرفه يصعب اختراقة او زعزعة امنه,اضافة الى انها ستجعل العراق يتقدم بسرعة مذهلة في كل مجالات الحياة,فلولا الحروب لكان العراق الان افضل دولة في الخليج ولا ابالغ ان قلت في العالم ولاصبحت بغداد اجمل مدينه في العالم ولربما تفوقت حتى على دبي .
هذه الطريقة لو نفذت كما اتمنى ستجعل من العراق ان شاء الله دار سلام حقيقية لادماء فيها ولاحروب,وستنزع الخوف من قلوب جيران العراق وستزيد ثقة العالم فيه,وسيكون العراق صديقا للجميع ومصدر ثقة الجميع ,وسيتحول العراق الى بلد جاذب للاستثمارات بكل انواعها, من الاستثمارات في الزراعة والصناعة الى الاستثمارات العلمية في عقل الانسان..فالاستثمارات بحاجة الى ارض خصبة بالاستقرار والامان حتى تنبت وتترعرع ومن ثم تثمر لمن يعتني بها طلبا لثمارها.
انا هنا لا ادعوا الى الجبن او التخاذل ولكن ادعوا للتعقل ,فلا خير بامة تحارب الاخرين بسلاح لم تصنعة ايدي ابنائها ,ولاخير بامة تدخل الحروب عبثا دون ان تعد العدة كاملة كما امرنا الله, ولاخير بامة تحارب مع توفر فرص السلام,ولاخير بامة يهون عليها دم اي فرد من افرادها.
هذه الطريقة مختصرة جدا فمهما كتبت لن افيها حقها وان شاءت حكومة العراق عملت لها كتبا كاملة كخارطة طريق للامن والغنى من خلال سياسة الحياد.
شكرا لكم والى اللقاء في…طرق تحسين الامن والاقتصاد في العراق – الطريقة الثامنة