ضحايا الطّبيعة .. أم ..؟
خُصِفت أثواب الرّحمة
و رُجم الرّجاء بمنجنيق البطش
نستعين برافع السّماء و باسط الأرض
و في ثنايا القلب غصّة تطعن الرّوح كلّ نبضة
هاربة من قفص الغصّات
يا غيم كيف غفلت عينك عن أجنة الثّرى ..!!
ثُكلت السّنابل الشّامخة و أوقدت رأسها قبلة المنجل
فركضت هائمة تجرّ الفناء
تسابق الرّيح لتبتلعَ حلم الفقراء
لو كانت دموع القهر غيثاً لأخمدت بركان
بين المطرقة و السّندان حلم عالق
بثنايا غصّة حارقة
و بشائر سُحقت قبل أن تحمل للتّنور
رائحة الخبز و ضحكة الأطفال
ناءتْ بحملها الأرضُ و أباض الكلأ
في فيافي محروقة الأجفان .
لم تبصر .. من طعن خاصرة الأمل ..!
ينمو في جنبات الرّوح عليق يمتصّ أرواحنا ..
ترقصُ ألسنة النّيران تغوي مواسم الأمل
تضمها بغدر و تنثرها رمادا
محرقةٌ تُلقى في أوراق الحلم لتقشعرّ
الذّاكرة العارية
فمن يستر عورة الأماني و قد اغتصبَت
من جهات أربع و هي البتول في ثوب أخضر مقصوص الزّوايا على انبلاج الضّوء الأسنى
تتعجّب السّماء .. من اسوداد الأرض
فجنانها مغلقة في وجه الشّر
و كوثرها على طهر الآيات رتّل خريره
لا زالت زرقاء تتنقّل الشّمس في أزقتها بآمان
و ينام القمر على أكتافها هانئا
تاركاً الأرض الحبلى في مخاضها العسير …
و يبقى السؤال .
ناهد بدران