د . علي عبدالحمزه
بدايةً أرجو أن لا يُفهم من كلامي هذا بأني عضو من أعضاء قائمة دولة القانون أو حزب الدعوة أو من سكنة قضاء طويريج لأكيل مدحاً لهذا الرجل الذي يحكم ولا يحكم العراق تحت مسمى رئيس مجلس وزراء العراق ، ولكني رجل كرمه الله بأن جعله يفهم بعض الشئ مما يدور حوله من متغيرات وتبدلات سياسية أثرت وما زالت تؤثر في الشارع العراقي أيما تأثير .
ينتشر هذه الأيام وعلى كافة الفضائيات العراقية المدعومة طبعا ً من خارج العراق إستخدام مصطلح الدكتاتورية والدكتاتور لتضاف وتوضع قبل إسم نوري المالكي رئيس مجلس وزراء العراق ، ولأني أو بالأحرى أننا ألفنا الدكتاتورية لأربعة عقود من الزمن ميزنا من خلالها صفاتها التي رافقتنا منذ صغرنا إلى أن أطاح الله بها بقدرته وبسيفه الذي سلطه على الطغاة .. ، أقول إننا عشنا إزدواجية التحليل بسبب التفاوت الكبير والتباعد بين صور الدكتاتورية التي ألفناها وعشناها وبين مانراه فيمن يوصف بهذه الأوصاف ، ووجدت إني أمام طرح واجب لصور فُهمت على أنها إنعاكاسات لدكتاتورية ، أحببت أن أسردها وأطرحها على الآخرين لعلهم أن يكونوا على قدرة بسيطة من التحليل ليتأكدوا من هذه الدكتاتورية … ولنأتي على ذكر هذه الصور .. ،
يُطرح إسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسبوقا ًبالألقاب والكُنى وأبيات الشعر ومشفوعا ً بآيات من القرآن الكريم ، ومتبوعا ً بكلمات حفظه الله ورعاه وأطال في عمره وأبقاه وحفظ ذريته وأحفاده وأسباطه .
يتم إذاعة خبر نشاط نوري المالكي بتسلسل أول في نشرات الأخبار وربما حتى في أوقات غير أوقات نشرات الأخبار .
يتم قطع البرامج المعتادة لتعرض بدلها حديثا ً أو زيارة لنوري المالكي تنقل فيه أدق التفاصيل في كيفية صلاته وأكله وشربه أو كيفية طبخه ومهارته في الطبخ ، وكيف يرقص له المتزلفون .
إقامة المهرجانات الأسبوعية والشهرية والنصف شهرية للشعر المادح للقائد نوري المالكي ، بمشاركة أشهر شعراء الأمة العربية الذين يتغنون ببطولات هذا القائد الهمام الذي جاء هبة وهدية من السماء للأرض، لتصدح قصائدهم بالهوسات العراقية ( هله بيك هله ،، و .. معاهدين أبو إسراء للوحة )
كثرة الأغاني التي تتغنى بأسم القائد الضرورة نوري المالكي وتمجده وتمجد عائلته ووالدته بحيث وصفتها أم المناضلين تشبها ً بأسم أم المؤمنين .
كثرة إهداء الفنانين والرسامين والتشكيليين لوحاتهم للقائد نوري المالكي ومن ضمنها لوحة تشكيلية لأحد اشهر الفنانين العراقيين تحمل تسعا ً وتسعين إسما ًللمالكي حفظه الله ورعاه وهي لوحة تذكر دون أدنى شك بأسماء الله الحسنى التسع والتسعين .
كثرة الصور المتعددة الزوايا والأوضاع للقائد المفدى نوري المالكي في ساحات بغداد والمحافظات ، وهذه الأوضاع ( يأكل ، يشرب ، يدخن السيكار ، يرقص الدبكة العربية والكردية ، وهو يطلق جيلات البرنوْ.
وجوب وكثرة التجمعات الرسمية المحفوفة بهوسات العشائر ، والتي يرأسها ويتقدمها أحد أمناء سر فروع حزب الدعوة المناضل والجماهير التي تُقاد قسرا ً لأفتتاح أو إزاحة الستار عن تمثال أو نصب تذكاري لقائد الأمة وحارس بوابتها الشرقية القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي.
قيام حاشية نوري المالكي القائد العظيم بألقاء القبض ومن ثم إعدام الناشطة في حقوق الأنسان هناء إدور لعدم إحترامها شخص القائد وإلقاء الأوراق بوجهه وتهجمها عليه أمام أنظار الحاضرين وعدسات المصورين والصحفيين .
قيام قوات الحرس الخاص بالمالكي بأعتقال وقتل كل من هوس وهتف ي ساحة التحرير ( كذاب نوري المالكي )
اللقاءات المستمرة للقائد الضرورة نوري المالكي برجال الدين الذين أهدوه قرآنا ً كان قد نُذر أن يُكتب بدمه ، ذلك لأن دم القائد من فصيلة أخرى غير الفصائل المعروفه عند بني البشر وهي فصيلة منقاة ومنزهة وغير موجودة في دم أي شخص في الخليقة غير شخص القائد الملهم .
شغف وولع القائد المالكي حفظه ورعاه ببناء القصور الرئاسية في كل محافظة من محافظات العراق ،أطلق عليها كذباً وتزويرا ً قصور الشعب .
إستخفاف القائد المالكي بقومه وعدم شعوره بمشاعرهم ومناسباتهم ، فهو يرقص الدبكة (الجوبي) في يوم العاشر من محرم ذكرى إستشهاد جده الحسين عليه السلام الذي يدعي الأنتساب إليه حسب الشجرة التي رسمها له النسابون والوضاعون المتزلفون .
نشر السيد المالكي صورة والده الذي لم تُنشر له صوره قبل ذلك ، مرسومة بأدق الريش وأجمل الألوان لتكون منافسة لصورة ألين ديلون أو دون جوان أو حسين فهمي .
مشاهدتنا جميعاً لردة فعل المالكي جراء مقاطعة أحد الوزراء لكلامه في جلسة منقولة لمجلس الوزراء ، إذ علا صوت السيد الوزير بشكل واضح على صوت القائد ، فأستحق ردة الفعل هذه .
إدعاء نجل السيد المالكي بأنه قد تخرج من الدراسة الأعدادية بمعدل 99% وإنه حصل فيما بعد على شهادة الدكتوراه في غير إختصاصه بدرجة فوق الأمتياز ثم حصوله على أول شهادة في العراق وهي شهادة فوق الدكتوراه post doctoral .
تعيين المالكي لأخيه وأولاد عمومته وزراءً للداخلية والدفاع ، وتصريح المالكي المستمر بأنه إذا ماتقدم إثنان لشغل منصب مدير عام أحدهما مؤهل وكامل الأهليه لشغل هذا المنصب والآخر إبن عمه فأنه بلا شك سيختار إبن عمه ، هكذا قالها على الملأ من على شاشات التلفاز .
طلب المالكي من وعاظه أن يحجوا له بالأنابة ليعودوا له بعد ذلك من حجهم ويبلغه أحده بأنه قد رآه في المنام بأنه فوق الكعبة والناس تطوف .
تملق وتزلف المتزلفون للمالكي القائد بشكل دفع بأحدهم أن يصف وجود السيدة أم إسراء معهم في خضم النضال كوجود السيد خديجه مع الرسول … أية عظمة وأي شعور بها !
أمر السيد المالكي بوصفه قائد العراق الأوحد لأحد المدراء العامين في الدولة العراقية أن يطلق زوجته رغماً عن أنفه ليتزوجها هو بعد ذلك .
إصدار المالكي مكرمة وما أكثر مكارمه وبصفته صاحب اليد البيضاء ، بأن تُضاف درجات على معدل ابناء القادة الأشاوس المكرمين بالسيوف والنياشين والأنواط ليصبح معدل الواحد منهم 120 من 100 .
إستقبال المالكي المستمر للفنانات والفنانين العرب وإغداقه عليهم بالأموال والهدايا والعطايا من أموال الشعب العراقي دون الرجوع إلى سلطة تشريعية .
إشتراط وزارة ثقافة المالكي ودوائر إعلامه على المشاركين في مهرجانات المربد الشعري المستمرة ، أن تكون فاتحة قصائدهم مدح القائد الضرورة ، وبعكس ذلك فأن وجودهم ومشاركتهم غير مرحب بها .
هذه بعض من صور الدكتاتورية التي يشك الآخرون بوجودها عند السيد القائد العام للقوات المسلحة والقائد الأوحد والضرورة اللابد منها و , و , و ,….. وإن كان لدى الآخرين غير ما ذكرته فليقله .