حَدَثتْ فوضى مُدّبَرة ، في وضح النهار … تخّللتْها سرقاتٌ ونهبٌ وتخريب . جاءتْ قُوى الأمن والشُرطة وشكلتْ فوراُ لجاناً للتحقيق . قريباً من المكان ، وجدوا بيتاً صغيراً يسكنهُ رجلٌ غريب الشكل ، كانَ جالسا على كُرسيٍ يَطُل على شُباكٍ مفتوح على المكان الذي شهدَ الأحداث . لم يستجِب لنداء الضابط الذي دخلَ منزله ، بل كانَ مُتسمِراً أمام الشباك . جَفَلَ عندما ربتَ شُرطِيُ على كتفهِ وإستدارَ مُحّرِكاً يديهِ . إكتشفوا أنهُ أصّمٌ وأخرَس . فَهَمَ الضابط أنهُ أي الرجل الغريب ، قد رآى ماحدث . في طريق خروجهم من المنزل مُستصحبينَ الرجل ، إسترعى إنتباههم عشرات اللوحات والصور والتخطيطات غير ، فسألهُ الضابِط : هل أنتَ الذي رسمْتها ؟ أشار بالإيجاب ، مُبتسِماً وفخوراً . فرفعَ الضابط إبهامه علامةً على إعجابه ، وبالفعل كانتْ بعض صوره جميلة ودقيقة .
في المركز .. ولأنهُ عاجزٌ عن الكلام ولا يعرف الكتابة ، فأنهُ طلبَ منهم جلب بعض الفرش والألوان والأقلام ، كي يرسم صورة الذي قامَ بتلك الفوضى والسرقات والنهب . سارع المنتسبون لتلبية طلباته . وأجلسوه خلف منضدة المدير فارشاً أقلامه وأوراقه وأحضروا لهُ قدحاً من الشاي أيضاً ، وخرجوا من الغرفة كي لا يتشتت ذهنه ويرّكز تماماً .
بعد ساعةٍ دخل المُحّقِق ومُرافقيهِ .. فوجدوا الرجل الغريب ، قد أكملَ رسمه للتَو . قَدَمهُ للمحقق مع إبتسامةٍ عريضة . صُعِق المُحّقِق ورمقَ الرجل بغضب : ما هذا ؟ قال الرجل بالإشارات مُتحمِساً : أنهُ هو الذي أحرقَ وسرقَ ونهبَ ، لقد رأيتهُ بوضوح .. مادّاَ إصبعه مُشيراً إلى الصورة .
صاح المُحّقِق مُخاطِباً الضابِط : خذوا هذا الكلب وأعيدوه الى منزله .. وإحرصوا على تأديبه جيداً بحيث لا يستطيع الرسم ثانيةً .
إسترق الضابط النظر الى الصورة التي رسمها الرجل والتي كانتْ في يد المُحّقِق … فوجدها نسخةً طبق الأصل من الصورة المُعّلَقة على جدار غرفة المُدير !! .
صورة
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا