صوتي يجالس غربتي
_____________________
لا أملكُ سوى دمعٍ باردٍ
متحجرٍ
مشنوقٍ بأوراق الزيزفون
وقيثارةٍ يتيمة
مُخبأة في تابوت..
*
الليلُ الوحشيّ
يعرفُ وحدتي.. منذ قرون
ويرقبُ ميتتي
وهو يخلعُ عني قميصَ اليأس
حتى يغفو كبريائي
فأحنُّ إليه
*
صوتي يجالسُ غربتي
ونافذةُ اليَبَابِ
تحدثُ سطح ذاكرتي
عن غبارِ المدينة المتهدِّمة
تحت سقفِ القمرِ القتيل
*
صوتُ أمي الغائِرُ بالتجاعيد
يتلمسُ القيثارة
بأصابعَ باردة
وينشدُ بصوتٍ خافت
مشوبٍ بالأسى
قصيدةً ببحةِ الشُّعراء
يطرقُ جمجمةَ الليلِ
*
يقفزُ حجرًا أعمى
ليرسمَ شاطئًا
ترسو فوقه
سفنٌ من الورقِ الملوَّن
ثم يرسمني
متخفيةً في وردةٍ
تحرقُها شمسُ أغسطس الحارَّة!
هدى ثامر
العراق