صرخة في ذاكرة شنكال .. لافتة احتجاج الى السماء
سعدي عبد الكريم / كاتب وناقد
في قصيدة صرخة من ذاكرة شنكال .. يرفع الشاعر شينوار إبراهيم لافتة كبيرة كتبها بلغة يوائمها الحزن، والأسى، والاحتجاج، ويعرضها على الأنبياء، ليبلغوا السماء، وسط كل هذا السواد الذي يحيط بنا، عما حلَّ بفتاة ايزيدية *تشبه لون طاووس الأرض* فُضتْ بكارتها على أيدي آثمة، ويستعرض فيها ملامح ذكرياته القديمة، ويفضح فيها معالم الخراب الذي تسّيد في عالمنا الموبوء بالدم، والموشوم بأبشع ألوان القتل، وليلعن بان الحب قد اغتيل فوق منصات الحقد، وداخل الشوارع المعمدة بالنزيف الدموي الذي أصبح لغة تسّود عواصمنا، وتستوطن في أتون الزيف المعمد بلهيب الحروب.أنها البراءة المنحورة بمخالب شرهة تحترف امتصاص دم الشعوب.
القصيدة لافتة شعرية مؤلمة، تستدعي المثول إزاءها بإنصات بالغ، حيث استثمر فيها الشاعر لغته الحسّية العالية، ليصور لنا بشاعة الجريمة، وليعلن معارضته، واحتجاجه، ورفضه لها، وتضامنه مع كل الأصوات التي تدعو للسلام، باعتباره طائر سلام كونيّ، يقطن في منافي الغربة، وفي ذاكرة الوطن.
صرخة من ذاكرة شنكال
………………………
ماذا عن مدينة الشمس
ايها الانبياء …
ابلغوا السماء
ان في مثل
هذا السواد
كانت هناك حورية
بشعر عسجدي …
تقرأ كف السماء
وفنجان الحب
فتاة ايزيدية
تشبه طاووس الارض
تمشط رمش الليل
بموسيقى الحياة …
اغتالت بكارتها ايادآثمة
بإسم عدالة عوراء …
فما زالت مواسم التين
تحت مخالب القرود …
انفاس جدتي
كانت تبحث عن ثقب ..
تصرخ
في وجه العالم
انني أُغتَصَبْ ،،،
السماء صمتت
تحت حروف
القتل المقدس …
كان صدري
ينزف قهرا …
النساء
لم تعد تحمل اسماءً
اغتيل الحب
على منصات شرذمة موبوءة
تراكم الحقد في قلوبهم…
كل اصوات
الرفض اختبأت
في شوارعكم
المعمدة بالزيف
لانهم احرقوا المصاحف …
شيدوا دساتير للقتل….
اباحوا الزنا باسم الدين …
03.08.2015
شينوار ابراهيم