صادرْ أقلامي واجمعْ مُناجاةَ الليلِ
أنتَ الآنَ تعلمُ كم هو صعبٌ طريقُ الخلودِ
رأيتُ ليلةَ الأمسِ
أنايَ معلقةً على الشّجرةِ
وكأنّي عدتُ بأقدامِ العربِ عشرَ سنواتٍ للموتِ ..
عدْتُ أَركبُ أذيالَ الغيمِ ل أتأرجحَ
في نفحاتِ الحطبِ..
رأيتُ نفسي أراقبُ قبلةَ عاشقَين عِندَ
حُطامِ المكانِ المقدسِ
..
هل شذذتُ بذلك ؟
هل خنتُ العهدَ وقُتِلتُ في منتصفِ الطريق؟
تلعثمَ نُطقي وكأنّي ابتلعتُ أضَراسي
حين داهمني الجوعُ.. فارتعشتُ !!
رأيتُ الكنيسةَ ليلةَ الأمسِ تَشهدُ على مجزرةِ
الغابات حين تعجُ بالطحينِ ..
رأيتُها تنطوي على
أَطرافِها
فَتنجو من ذاكرةِ الحربِ ..
رأيتُ نفسي وحيدةً في ملجأِ الخطايا..
اتُهمتُ بالشعرِ
فترجلْتُ عن الناصيةِ
و أقسمتُ بألفِ ليلةِ
ظلامٍ ما تبادلنا سوى قبلاتٍ مغمورةٍ
ولم اضغط زنادَ القلمِ البتةَ !!
..
رأيتُ نفسي
أرشُ الماءَ فوق غصونِ النارنجِ في فسحةٍ
راكدةٍ من
شرخٍ عظيمٍ بين البُرعمِ والجذرِ
فدسستُ رأسي
خائفةً من حقيقةِ السّرابْ !