شوخان عزيز
* ماذا تَفعل الكلماتُ
والكتابُ بيت الريح
ماذا تَقول الصُحف
والكراكيبُ على أبواب القَمر .
الوجوه خرق ٌ مُمَزقة
والاهداب ُ تترهل .
* وأنتِ أيتُها الشمس – أفصحي ..
لِماذا لا تَتزينين الا بِموت البَشر
وهل أقراُ أنفاسكِ في الموت ..؟
* ماذا لو شُقَ يافوخ العصر
كي نشهدَ
الزمن الضرير ٌ الذي يقودَه الغبار .
* سلام أيها الغريب التائِه
الباحث عن وجههِ …
ُيقشط ُ جلودنا ، ويمسح ُ تَجاعيد المدينة ِ
بِممحاة العوز .
* لا أكادُ أن أصرخ
حتى يَكسوني الرماد
في مدينةٌ تعشق ُ حريق الحناجر ِ
ودخان البشر
والفرات يَرمي ذراعيه
و ريح ٌ تُخيط ُ أكفاننا .
للصباح ِ أن يعسكر جحافله ُ
وأن يمتطي فرس ُ المعنى
لليل ٍأن يَصمُت ساعة يَشاْء .
انه ُعهد ٌ سَلوقي المعنى …
( نصوص )
1
1
يقلب ُ كتاباً بين يَديه لـ ( ترباس أديسون )
أعني ( توماس أديسون ) .
وبيد يُوَقع عقود وَهمية
– سيدي الوزير أطال الله مقامَك الرفيع
أنا رجلٌ قدماي َ بترهما ُ الظلام
ألاسلاك ناشفةٌ كوجوهنا
لم أكبسْ زراً منذ أعوام .
القناديل ُ في تظاهرة عالمية تطالب بحقوقها الزيتيه
والفتائل ُ في شَحةٍ ..؟
– دعني أيها الوزير النوراني أن أُقبل الثرايا المعلقة
في مكتبك ،
أمنحني قبسا ً من نور وجهك الكريم .. ؟
يَرد معالي الوزير متأففاً
– أعلم ذلك عليكم بالصَبر والسَلوان ..
فنحنُ انسانيّون ، تَضامنا ً مع الشعوب المُستَضعفة
أرسلنا حفنات ضوء ، وسلالَ أثير ، وأعمدة مصابيح ..
– ولكن ياسيدي …
يقاطعَه ُ …
– أيها الغبي ، ماذا بِوسعنا أن نَعمل وقد كان ( التراكتور ) ..!
أُوف … أعني ( الديكتاتور )
يَستخدم ُ الأعمدة مشانقاً لِرقابِكم الذليلة .
خيّطَ شِفاههُ بالأسلاك الشائكة ويَرحل .
2
– سيدي الوزير أبقاكم الله لرطوبة الاجيال وبُخار الحكمة
الصنابير خرساء ،آخر مرة كانت تبقبق فقط..
وها أنا أعلق أصابعي بِرقبتي
وتركتُ لساني معلقا ً على الصنبور
و أتحدث بِلسان زوجتي
يُقاطعه ُ…
– أيها المتسول ألم تَسمع ( بالاواني المستطرعة ) .
– تعني ( المُستطرقه ) سيدي .
– على اية حال ، يتأفف ويُعدل من جلسته ُ
– ألم تسمع ( بالحنائن المعلقة )
– سيدي معاليكم تقصدون ( الجنائن معلقة ) .
– فوالذي نفسي بيده
أنت رجل ُ عظيم
– عذرا ً أن عَكرت مزاجكَ المائي .
ينقلب ُ رأسٌ على عقب ِ
يَبلع ُ عنكبوتاً
ويرحَل .
3
– سيدي وزير التجارة الأنيق الوَطني المُبَجل
يلتفت يميناً ويسارا…
طبال ٌ معلقة ، كمنجاتٌ تترنح ُ في الهواء
كوؤس مقلوبة وأباريق الخمر تُدار
– سيدي الانيق ، عفواً سيدي الوزير،
مَعدتي كيس ٌ من الخيش ، أقلعته ُ من جَسدي
أنفخه كلما حَرَث الجوع أحشائي .
يَبتسم ُ الوزير ويَمسك بعقد مزور …
دون أن يَنظُر
الى الرجل الماثل أمامه ُ
– ألم تَسمع ( ببازار أوروبية مشتركه ) ؟
– تَعني ( سوق أوروبية مُشتركه )
– أخرس .. ألم تَسمع بقصيدة ( أبو جاسم الشابي! ) ؟
( اذا الشعب ُ يوماً اراد الحياة فعليه بالمزابل ِ )
يَخرج ُ الرجل ُ طائعا مُنبهرا ً بما رآه
مرددا
اذا الشعب ُ يوما ًاراد الحياة فعليه بالمزابل ِ
مُتمتما ً رحمك الله يا ابا قاسم .
وفي الغد
جلدوا الرجال الثلاثة وأودعوهم في السجن .