من أين نبدأ الحديث؟ وكيف نصل الى نهايته؟ سؤال يحتاج الى جواب صريح، ونحن نقف أمام شاعر خط اسمه بكلمات تترك فيك شيئا اسمه أثر الكلمات. هو شاعر خلق لنفسه عالما مليئا بالحب والحنان، كتب عن الحياة وعشقه لها، يترجم حبه بكلمات شاعرية. إنه الاستاذ والشاعر الكبير شينوار ابراهيم، الذي حط الرحال بدولة ألمانيا، فكانت بمثابة وطنه الثاني، فيها تعلم مبادئ حب الناس وعرف قيم التسامح والوفاء والإخلاص. غربته لم تمنعه من حب وطنه، حب يتجسد في قصائده الرائعة التي تعيد القارئ الى مرحلة الطفولة تلك المرحلة التي يكون فيها الطفل صادقا بريئا سعيدا هو ذا الشاعر شينوار ابراهيم الانسان.ما يميزه هو طقسه الخاص في كتابة الشعر ، خاصة وأن الالهام ياتيه من الأحداث التي يعيشها وطنه الجريح، فالوطن حاضر بشكل كبيرفي قصائده. وما يميزه هوالغاؤه شيئا اسمه الحدود فالحدود على حد تعبيره هي وهم وغايته الأسمى الانسانية التي يسمو اليها كل انسان في هذا العالم . ينطلق الشاعر شينوار ابراهيم في قصائده من الانسان الذي كرمه الله تعالى في كل الاديان، أهم مبادئ كل الاديان التسامح والتعايش. هذا هو المنطلق الذي ينطلق منه شينوار، تجد في قصائده حبا عظيما للإنسان والخير والتسامح هي أغلب الثيمات التي جعلها عنوانا لقصائده.
ولعل الفترة الأخيرة التي شهدها بلده، كانت حدثا بارزا في كتاباته، فهو يكتب بحرقة عن المظلومين الذين أخرجوا من ديارهم عنوة، هؤلاء المظلومين من البسطاء والطييبن الذين يعشيون من أجل الكرامة ويدافعون عن أرضهم ضد المغتصبين الغزاة .
وتجد هؤلاء في أشعاره يحبهم وينتصر لهم فهناك الأب الشيخ والام الحنون والابن البار والابنة الطيبة والأطفال هؤلاء هم رموز قصائده ما أن يقرأها القارى حتى يبكي لجمالها ويعتبر هؤلاء جزءا من أسرته. فقلب الشاعر شينوار ابراهيم هو قابل لكل صورة فهو البراءة والأمل والسعادة والمحبة.
جعل من المرأة رمزا للنضال فهي امرأة تدافع كباقي الرجال ولعل أبرز أبيات تدل على ذلك يقول شينوار ابراهيم ”
الى المقاتلة الكوردية
……………………
تركن المقاعد الدراسية …
ودعن علب المكياج …
أغلقن نوافد العشق …
أحرقن كل شيئ …
كل شيئ …
الا رسائل الحب …
كسرن الخوف …
حملن فوق
أكتافهن
كوباني…
لا يقرأ احد هذه الكلمات الا وتترك في نفسه اثرا كبيرا، يتقاسم مع الشاعر أحزانه وهمومه. شينوار ابراهيم شاعر انساني يكره الأشرار ويحب الخير والتسامح، فالحياة عنده هي السلام هي حمامة بيضاء تطير حرة طليقة. إنه شاعر يطرق ذاوتنا ليحسسها بجمال الدنيا.
كل ماقلناه عن الشاعر شينوار ابراهيم ماهو الا نقطة في بحر، إن شعره يصل الى العالم كله لأنه يسمو الى ماهو انساني الى الحب والتسامح والسلام. تستحق
يا شينوار براهيم أن تكون شاعر الانسانية.
فيصل رشدي