صلاح بابان
يعتبر المؤتمر الرابع لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني حدثاً بارزاً في إقليم كوردستان خاصة أنه المؤتمر الأول الذي يعقد بعد رحيل الأمين العام للحزب جلال طالباني، ويحاول الحزب من خلال عقده لهذا المؤتمر الرد على المشككين بأنه قد ضعف أو تعرض للانشقاقات نتيجة رحيل أمينه العام الذي كان صمام أمان الحزب.
ويبدو أن القيادات الشابة سيكون لها الدور الأكبر من خلال هذا المؤتمر وستحظى بمقبولية لدى كوادر الحزب في مرحلة يطلق عليها العديد من المراقبين على أنها مرحلة التجديد.
حوار تنقله وكالة “حديث نيوز” نصاً بعد الترجمة عن صحيفة ” ئاژانس” الكوردية مع القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكوردستاني ومسؤول وكالة حماية والمعلومات وقائد قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان لاهور شيخ جنكي.
* الاتحاد الوطني الكوردستاني أمام مؤتمر تاريخي، وصعب الى حدٍ ما، الى أي مدى لهذا المؤتمر القدرة على التجدد والتغيير الجذري داخل الاتحاد؟ وماذا ينتظر كوادر الحزب والمواطنين من هذا المؤتمر..؟
** منذ عدة أعوام يتم الحديث عن “التجدد في الاتحاد الوطني”، إلا أننا سنعمل في هذا المؤتمر على تعريف “الاتحاد الجديد”.
بعد المؤتمر، سيحافظ الاتحاد الوطني الكوردستاني على الاعتدال والقومية، مع تطوير القومية والوطنية. وبشكل عام يثبت نفسه كحزب من أجل المصلحة العامة، وسيهتم كثيراً بمجال التخطيط الاستراتيجي وتنفيذ الخطط. والعمل على تأهيل كوادر متقدمة، وعزل الأقسام عن بعضها، ببرنامج دقيق، والاهتمام أكثر بالمناطق الواقعة تحت سيطرته، ويرى نفسه المسؤول من خلال الحزب والحكومة أمام المواطنين وسعادتهم.
بدون شك، سيكون الاتحاد الوطني الكوردستاني صاحب المبادرة في التعامل مع الأحداث الحساسة، وسيسعى لوضع مواطني كوردستان في طريق التطور والانفتاح، والامن والاستقرار، والاهتمام أكثر بالفئة محدودة الدخل والاهتمام أكثر بالفئات المتوسطة من الناحية الاقتصادية والمالية، وسيكون جزءاً من الناس. وسيكون حزب اشتراكي ديمقراطي، ويعمل على امن واستقرار الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وقوة العمل، وعدم التدخل في السوق وأرزاق الناس، وسيتم ازالة جميع “الاستعلامات” بين المسؤولين داخل الحزب والمواطنين.
سيكون “الاتحاد الجديد” للفئة المتوسطة، مجموعة قيم عليا وأسس فكرية مشتركة، وسيلتزم بها. وستكون له قراءات وتفسيرات مستقلة ودقيقة للأحداث، وسيدافع عن القيم المتقدمة من الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية والسلام وحق تقرير المصير والثقافة العامة.
الاتحاد ما بعد المؤتمر، سيكسر الصمت أمام منافسيه وسيكون صاحب المبادرة، وسيكون له مع الأحزاب والأطراف السياسية برنامج سياسي واصلاحي مشترك. وبالتأكيد اذا حدث ذلك، سيتجه الاتحاد الوطني الكوردستاني نحو السلطة التاريخية، وكل هذه تحمل مفاجات حياة أكثر رفاهية لمواطني اقليم كوردستان.
* ركزتم في جوابكم على السؤال أعلاه على نقطتين رئيسيتين، هما المصلحة العليا لشعب كوردستان، وكذلك “الاتحاد الجديد”. اذا ممكن ان تتحدث أكثر عن “الاتحاد الجديد”؟
** يعمل “الاتحاد الجديد” على الثروة المعنوية لمام جلال، وآمال مام جلال، وتضحيات وأمنيات شهداء الاتحاد الوطني الكوردستاني لحياة أفضل.
“الاتحاد الجديد”، يؤسس لفكر سياسي جديد، بشكل يخدم المصلحة العليا للمواطنين، وبامكانه التلاحم مع متطلبات المرحلة والأشخاص المتقدمين في شعبنا، ويلتزم به في العمل، ويقاتل من أجل تثبيته في تنظيمات الحزب وفي مختلف نشاطات الحكومة.
سيكون “الاتحاد الجديد” مستقل وكوردستاني في القرار، وله القدرة على اطلاق المبادرات، ومسؤولٌ في الخدمات ومتطلبات الجماهير، وصاحب رؤية سياسية واضحة ومستقر وموقف ثابت.
هذا الاتحاد سيكون صاحب نظام وبرنامج وهيكلية جديدة، تمكّنه من الابداع في العمل الحزبي، وأقسامه تكون منسجمة مع متطلبات المرحلة وأعضائه. والهيكلية الجديدة تضمن ان يكون للمتخصصين والمخلصون دورهم وتأثيرهم، وعدم فسح المجال بعد للتكتلات والفساد والجمود وانهاء هذه المظاهر بالكامل. بقيادة وبمركزية موحدة ويحافظ عليها. ويدعم النساء في المسائل المتقدمة الكبرى، وبشكل عام سيكون الحزب صاحب المبادرات لا ردود الأفعال، حزب الناس لا حزب مجموعة مسؤولين سلطوين، حزب المستقبل وليس فقط حزب مكتسبات الماضي.
سيكون “الاتحاد الجديد” الحزب الذي يرى الشباب نفسهم فيه وجميع الشرائح الأخرى، ويكون أمل التغيير والتجديد في النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاداري والخدماتي بالاعتماد عليه والحفاظ على الانتصار وتقدمهم والفئات الأخرى وان يكون محلاً لهم.
وسيكون الاتحاد مؤسسة رقابية قوية بداخله ومسانداً لهيئة النزاهة، بشكل تكون محط أنظار الحكومة والأحزاب الأخرى، وهذا ما يجعل قادة الاتحاد الجديد، مرحلة بمرحلة بحيث يصبح جميعهم قادة الجماهير تنال ثقة شعب كوردستان. والمواطنون يريدون اعلام قوي وصادق ومسؤول وان يكون كوردستانياً، وان أساس معلوماته ومطالب الاتحاد ما بعد المؤتمر، لدعم مطالب المواطنين وبالنقد وتقبل النقد يؤهل ذلك. ويؤهل حزب وحكومة خدمية وبمسؤولية مقنعة لشعب كوردستان.
وسيكون للاتحاد الوطني عمل منظماتي مشترك مع الأطراف السياسية. ويمنع اضطراب البيت الكوردستاني، من أجل المصالح الخاصة، ولايعطي المجال للسياسات الخاطئة لأي طرف، ويحفظ نفسه من السياسة الخاطئة، ويسعى لنقل تجربة اقليم كوردستان بالصداقة والسلام والخدمة المشتركة نحو الأفضل، وعدم التنازل عن كوردستانية كركوك والمناطق المتنازع عليها تحت أي ضغط كان.
هذا الاتحاد وعلى أساس العلاقات المتوازنة، يحترم المصالح المشتركة ويؤسس علاقات جيدة مع دول الجوار، مع مراعاة الامن الوطني الكوردستاني والمصالح العامة العليا لشعب كوردستان، وانفتاح أكثر مع العالم الخارجي.
وسيحفظ الاتحاد الوطني مكتسبات شعب كوردستان الى آخر نفس فيه ويدافع عن الناس والحقوق المكتسبة كما كان دائماً. ويدعم التضحيات القيمة للقوى الكوردستانية، وقوات بيشمركة كوردستان والقوات الأخرى، لتأمين التكنولوجيا المتطورة، والأسلحة وتدريبهم بأساليب متطورة، وسيحفظ هذه القوات من التكتلات والفساد والاقصاء بشكل عام.
ومن هنا نوعد جميع شعب كوردستان، بأن الاتحاد الجديد، سيكون حزب صاحب ثقة مطلقة لديكم، وسيكون حزب يلتزم تماماً بوعوده وبرامجه، ويلتزم بالتجدد وبشعارات ان الحزب ليس الهدف، بل طريقة ووسيلة لخدمة مواطني كوردستان وحمايتهم.
* أجريت انتخابات اللجان “الكوميتات”، هل من الممكن ان تساعد هذه الانتخابات ان تكون نموذجاً للتفاهم حول أوضاع اجراء انتخابات المراكز والمؤتمر بهذه الانسيابية؟
** من حسن الحظ أجريت انتخابات اللجان “الكوميتات” بانسيابية ومدنية وديمقراطية وبمشاركة غالبية أقسام الاتحاد الوطني الكوردستاني. نأمل ان تجري انتخابات المراكز والمكاتب بنفس الانسيابية وانا شخصياً مطمئن من ذلك. إلا أنه اذا حصلت بعض الخروقات فهذا طبيعي جداً، بسبب عدم عقد الاتحاد الوطني الكوردستاني مؤتمره منذ عشرة أعوام، ودخل الاتحاد الوطني خلال السنوات الماضية صراعات داخلية ومحلية وعدم الإستقرار إلا انه عاد من الانشقاق، لكنه طبيعي لو حصل تنافس ديمقراطي بين الكوادر الحزبية من أجل الحصول على عضوية المؤتمر الرابع للحزب ومن أجل تجديد الحزب.
* يتم الحديث بين عامة الناس، ان الفائزين قبل المؤتمر هم الأشخاص، والفائز الأول في انتخابات اللجان “الكوميتات” هو الخط العام داخل الحزب الذي تسيرون عليه شخصياً، اذاً الفائز في هذه الانتخابات هل هم الأشخاص أم الاتحاد الوطني الكوردستاني؟
** أنا شخصياً أرى ان كوادر الاتحاد كلهم فازوا في الانتخابات التي أجريت خلال الأيام الماضية في اللجان “الكوميتات”، لان ذلك كان حلم وأمل ننتظره منذ أعوام، ومن دواعي سرورنا بدء هذه الفعاليات، وان قطار الاتحاد الوطني الكوردستاني يسير الان على سكته. والخطوة الأولى لتجديد الاتحاد الوطني الكوردستاني بدأت من انتخابات اللجان “الكوميتات”. وليس من حق أي شخص على المستوى الشخصي أن يعتبر نفسه خاسراً أو رابحاً في الوقت الذي أكدنا ان الهدف هو التجدد في الاتحاد الوطني.
وأريد أن أؤكد من هنا، أنه ليس لي أي خط أو تكتل داخل الحزب، وأنا شخصياً أعتبر نفسي أحد كوادر الاتحاد الوطني الكوردستاني، ولا أنتمي لأي تكتل، واذا كانت لديّ تكتل، فأنني من تكتل الاتحاد الوطني الكوردستاني، وأعتبر كل الاتحاد الوطني الكوردستاني هو ملكي. منهم الذين فازوا والذين لم يفوزوا. وعلينا بعد المؤتمر ان نضع على عاتقنا مسؤولية تجدد الاتحاد الوطني. وأنا مطمئن بأنه في هذه الانتخابات لا يفوز أحداً لوحده اذا لم يفز الاتحاد الوطني كله. والرابح العام سيكون للحزب وكوادره.
* هل يعقد المؤتمر الرابع في وقته المحدد أم يؤجل الى وقت آخر؟ هل هذا القرار يعتمد على وضع الانتخابات الداخلية للاتحاد الوطني أم تم حسم ذلك مسبقاً؟ وهل يقبل جماهير الاتحاد الوطني منكم تأجيل المؤتمر مرة أخرى..؟
** هذه المرة وبطريقة مختلفة عن المرات السابقة، قرر المجلس القيادي وبالاستناد الى النظام الداخلي للحزب ان يكون موعد عقد المؤتمر الرابع للحزب في يوم 7 -12-2019. وعلى اثر ذلك، بدأت عمليات فرز المرشحين في انتخابات اللجان “الكوميتات”، وستجري خلال الأسبوع المقبل انتخابات المراكز. ولا أعتقد أن أي شخص أو هناك ارادة تستطيع ان تعرقل هذا المؤتمر، في حال لم يحدث أي شيء غير طبيعي واستثنائي لاسامح الله، فليست هناك أي ارادة أو برنامج لعرقلة عقد المؤتمر التجددي للاتحاد الوطني، لان جميع “الاتحاديين” بدءاً من الكوادر البسيطة والى المكتب السياسي فصاعداً، وصولوا الى قناعة بأن الاتحاد الوطني الكوردستاني لايتحمل أكثر من ذلك بأن تسير أعماله بطريقة سلبية يومياً.
بحسب قناعتي الشخصية، بأن مرحلة ما بعد مام جلال قد بدأت، وهي مرحلة انتقالية وكلنا نؤمن بأن هذا المؤتمر يجب ان يعقد في وقته المحدد. كون المشاكل التي ستواجه المنطقة في المستقبل بحاجة الى اتحادٍ قوي لمواجهتها. واذا لم يكن اتحاداً مجدداً لنفسه وعقد مؤتمره وأعاد مركزيته لحزبه، سيضر العملية السياسية برمتها في كوردستان وليس لوحده فقط. لذلك ليس من المنطق أن نخلق أي أعذار تعرقل عقد المؤتمر لرابع للحزب. وانا مطمئن من خلال اللقاءات والاجتماعات التي عقدتها مع كوادر وأعضاء الحزب والمواطنين، ليس هناك أي شخص يقبل منا وتحت أي ذريعة كانت ان يؤجل المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني الى وقت آخر.
* من يطّلع على المشهد من الخارج، يبدو له غير واضح تماماً، هل سيكون مؤتمر الاتحاد الوطني هذه المرة توافقي أم ستكون الانتخابات هي الحاسمة؟ ام يجمع بين الاثنين؟
** برأي الشخصي أرى أنه من الأفضل أن يكون هناك نوع من التفاهم في المؤتمر الرابع، إلا أنني شخصياً ضد أن يكون هناك أي توافق. ويجب ان يكون المؤتمر حر. بسبب تراكمات السنوات الماضية، وهناك طموح كبير جداً لدى الكوادر للمشاركة في هذا المؤتمر بعد عشر سنوات من تأجيله، ومن حق الكوادر الحزبية ان يكون لها طموح للتنافس والترشيح للمناصب العليا في الحزب. وهذا ما يجعلني شخصياً ضد التوافق، لكنني أدعم التفاهم على المستوى العالي، حتى نتمكن من ايصال الجميع بروح اتحادية الى داخل المؤتمر ومن ثم نقرر بشكل صائب حول مستقبل الاتحاد الوطني الكوردستاني.
* هل سيبقى منصب السكرتير العام للاتحاد الوطني الكوردستاني بعد رحيل مام جلال؟ هل هناك نظام داخلي وبرنامج مقترح للمؤتمر الرابع، وما الجديد في هيكلية الاتحاد الوطني؟
** سيتم حسم كل هذه المسائل في اليوم الأول من المؤتمر بعد مناقشتها ومنها النظام الداخلي للحزب. لكن هناك كلام بأن لايبقى منصب السكرتير العام وذلك احتراماً وتقديراً لمام جلال واختيار اسم اخر لهذا المنصب.
وبالتأكيد نحن نرى بأنه من الضروري ان يحصل تغيير في النظام الداخلي وبرامج الاتحاد الوطني الكوردستاني، لان النظام الداخلي الحالي، وضع لمرحلة محددة وملائم لتلك المرحلة، إلا أن الوقت تغيّر وهناك مرحلة جديدة. واذا أراد الاتحاد الوطني الكوردستاني القيام بتغييرات أساسية، عليه البدء بالتغيير في النظام وبرامج حزبه في هذا المؤتمر حتى يستطيع ان يجعل نفسه ملائم مع تطورات والتغييرات ومتطلبات المرحلة ومستقبلنا.
* المواطنون البسطاء، يتخوفون بعض المرات من مؤتمرات الأحزاب، وهناك كلام يشير الى حصول مشاكل في حال عقد الاتحاد الوطني مؤتمره. هل هذا التوقع في مكانه الصحيح، أم اعطي أكثر من حجمه الطبيعي؟ وما هي الاجراءات المتخذة لسد الطريق حول المشاكل المتوقعة في المؤتمر وطمأنة المواطنين؟
** عقد المؤتمر حالة طبيعية لدى أي حزب. إلا أنه للاسف وبسبب الصراعات الداخلية داخل الاتحاد الوطني التي حصلت خلال الأعوام الماضية، حصلت محاولة لارهاب المواطنين من عقد المؤتمر، والقول بأن عقد المؤتمر يشكل خطراً على الحزب. لكننا لمسنا العكس، فلم نجد أي كادر مخلص أو مواطن استفاد من تعطيل مشروع تجدد الاتحاد الوطني الكوردستاني.
شخصياً أرى بأن المؤتمر أعطي أكثر من حجمه الطبيعي وأصبح كعقدة. ولايوجد أي مؤتمر في العالم يخرج منه جميع الأشخاص على المستوى الشخصي رابحين، إلا أنه في الأساس هو أن نخرج منه نحن كحزب منتصرين. وأنا مطمئن بأن الذين يدخلون المؤتمر ويرشحون أنفسهم ولايحصلون على عدد الأصوات الكافية، واذا وضعوا مصلحة حزبهم قبل مصلحتهم الشخصية بالتأكيد سيكونون سعداء، والاتحاد الوطني الكوردستاني قرر عقد مؤتمره للتجدد بعد عشر سنوات من التعثر في عقده. والاتحاد الوطني ليس حزباً ملك لنفسه فقط، بل يحمل على عاتقه مشاكل الشعب وأجزاء كوردستان الأربعة (العراق، سوريا، ايران، تركيا) ومسؤولية الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية وحق تقرير المصير، وهو مؤسس رئيسي في المشروع السياسي باقليم كوردستان. وهنا علينا أن نفكر بطريقة أوسع وان نعرف جيداً ان عقد المؤتمر يصب في مصلحة الاتحاد الوطني الكوردستاني وشعبنا.