ثامر سعيد
في ضجيجِ الوقتِ
الوقتِ الذي بلا ملامحَ الآنَ
ولا أجوبةٍ ,
أفتحُ رأسي كقاموسٍ عتيقٍ
فتتقافزُ اللغةُ عاريةً
مثل نسوةٍ يهربنَ إلى الطرقاتِ
من حمّامٍ شعبيٍّ يحترق
فلا أجيدُ الرثاءَ .
الخيبةُ في صميمِ الحلمِ
تحت قميصِ القصيدةِ ..
فما هي أحلامُكَ يا ناصر
وأنتَ تسيلُ على غفلةٍ من العمرِ
كدمعةٍ على خدِّ المدينةِ ؟
حكاياتُكَ التي تسوسَتْ على الرصيفِ
بقلوبٍ مثَقبةٍ ..
أدباءُ البصرةِ , يجمعونها الآنَ
فلا يجدون ابتسامتَكَ الحزينة
أما صناديق بريدهم , فقد أغلقتها الملائكةُ
وأخذتْ مفاتيحها إلى السماءِ .
من تمثالِ الفراهيدي حتى تمثالِ العاملِ
في أم البروم
كلّ الخطى تؤدي إلى غيابكَ .
ندماؤكَ الحالمون ..
قلوبهم معلقةٌ في أعالي الهواء
ينتظرونَ غيمةً
على هيئةِ ( دشداشةٍ ) بيضاءَ
تهزُّ شجرةَ الجرائدِ
لتهطلَ على العابرينَ نصوصهم
فيتحولونَ إلى مطر !
أيّها القدّيسُ ..
وأنت في بستانكَ الأبدي
هل ما زلتَ كما هنا
تعاقرُ أنهاراً لم تمنحُكَ
سوى العطش ؟