(شتات نينوى)
.
عبد الخالق الركابي
تسلّمتُ يوم الجمعة هدية الصديقة الروائية غادة رسول Ghada Rasool رواية (شتات نينوى)، وهي ثالث أو رابع رواية لها – لست متأكداً من عددها – وبحسب معرفتي بالسيدة غادة فهي مأخوذة بفن الرواية، تعد نفسها تلميذة في هذا المجال، تحرص على متابعة أحدث الروايات لتتعلم منها المزيد شأن أي حريص على حرفته؛ فالرواية حرفة في نهاية المطاف.
ما يعطي هذه الرواية الأهمية والتميّز كونها تتخذ من مدينة الموصل، ومن تاريخها، موضوعاً لها؛ فتبدأ الأحداث في زمن مستقبلي تحدده الروائية بسنة 2050 – وهو زمن تقديم مخطوط الرواية للطبع في دار النشر – لتعود بعدها عقوداً من الزمن إلى الوراء تتابع خلالها حياة أسرة موصلية وما جرى لها ولا سيما ما حصل عقب اجتياح عصابات (داعش) الإرهابية للمدينة وما سببت من مجازر بحق البشر والحجر؛ وتحطيم التماثيل وكل المعالم التاريخية التي اشتهرت بها هذه المدينة العريقة خير شاهد على ذلك.
لا أريد، بتعريفي السريع هذا، كشف أسرار الرواية سالباً بذلك القراء المتعة التي سيحظون بها عبر صفحاتها، إنما أكتفي بإيراد هذه السطور التي نشرتها الروائية على غلاف روايتها الخلفي:
(عندما غادرت الموصل في أوائل عام 2015 كانت (شتات نينوى) لا تزال في المنتصف. هربت من مدينتي قبل أن يحولوا ولدي إلى قاتل، وحتى لا يغطوا وجه طفلتي بخرقة سوداء. كانت كلمات هذه الرواية عزائي الوحيد طوال الطريق، وكنت أردد في قلبي ما أتذكره منها وهم يفتشون أمتعتي حاملين أسلحتهم التي لا يتخلون عنها ولو لبرهة. في الطريق الطويل ما بين الموصل وبغداد، كتبت في ذهني خاتمة الرواية، لأنتصر على كل ذلك الخذلان بطريقتي).
.
صدرت الرواية عن دار الفارابي في بيروت، وتقع في 374 صفحة من القطع المتوسط.