شئ عن الجوانب المشرقة للمجتمع المدني
صادق الصافي
يرجع الفضل في حصول تطور الوعي الأنساني بأتجاه أزدهار القيم الديمقراطية على مستوى القيم وحقوق الافراد الى التأثربالقيم الليبرالية التي صاغها فلاسفة التنوير- توماس هوبز-و-جون لوك -وايمانوئيل كانط-
حيث لم يكن قبل عام 1900 نظام ديمقراطي ليبرالي واحد في كل هذا العالم,يضمن حق التصويت وفق المعايير الدولية الصحيحة, حيث كان هناك 25دولة اي بحدود 19% فقط تطبق ديمقراطية-محدوده- ,لكن بعد عام 2000 كان مايعادل 60% من دول العالم قد أنضمت لمجموعات الدول الديمقراطية الليبرالية اي بحدود 120دوله
– حسب مؤشراتFree House مؤسسة بيت الحرية
وفي الخطاب السنوي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون -من أجل أمم متحدة أقوى لعالم أفضل- أشاد بالمجتمع المدني كشريك أساسي مهم لأحراز التقدم ومعالجة القضايا الملحة وأعتبر منظمات المجتمع المدني شركاء لمنظومة الأمم المتحدة للتشاور معها بشأن السياسات والبرامج , وأن الامم المتحدة قد أنشأت و ساعدت اكثر من 13000 منظمة من منظمات المجتمع المدني أغلبها غير حكومية, وما يقرب من 1000 منظمة من منظمات الشعوب الأصيلة, والتي تتقيد وتلتزم ببنود الأعلان العالمي لحقوق الأنسان -المواد30- الصادر عن الامم المتحدة عام 1948 الذي يحدد بموجبه حقوق الانسان الاساسية التي تتضمن حمايتها عالميا ,والاعتراف بالكرامة لجميع البشر بالتساوي في الحرية والعدالة والسلام, وكذلك الأتفاقية الدولية للقضاء على أشكال العنصرية والتمييز عام 1965 التي سجلت انتصارا باهرا لحقوق الانسان .
ان نشوء المجتمع المدني في كل دولة يهدف بالأساس القيام بأنشطة تطوعية متنوعة,يشترك فيها مجموعات من البشر يجمعهم الأيمان والفهم الواعي بقيم ومصالح وأهداف مشتركة -خارج نطاق العمل الحكومي- ولهم أستعداد على العطاء لمساعدة الآخرين دون مقابل .و تمتاز هذه المنظمات بالاستقلالية وعدم الميول للحكومات او لأحزاب معينة,وهو شرط السماح للقيام بدور ديمقراطي أفضل , ويتسم أعضاء المجتمع المدني المنضمين للجمعيات والنقابات المختلفة بأنهم في مجال – تطوع أختياري – الحرية الشخصية – والمسؤولية الفردية – للسعي المخلص لجعل نظام الحكم في دولة ما – ديمقراطية- بنظام أجتماعي مميز , وثقافة سياسية و أخلاقية أتجاه المجتمع , بحيث يكون تداول السلطة سلميا بصورة دورية,كما هو النظام الديمقراطي في دول الغرب المتحضرة- حكم الشعب لنفسه-
أن المجتمع المدني المؤلف من عناصر مدنيه متطوعه للعمل العام بقيم مشتركه مع أهداف الأمم المتحدة قد نالت ثقة و تطلع المجتمعات , نحو التغيير وتطوير المعايير الدولية و تفعيل آليات حقوق الأنسان والتبليغ عن الأنتهاكات سعيا لتحقيق العدالة والكرامة الانسانية والمساواة للجميع بطرق مختلفه .
لقد حددت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الأنسان دليل المعلومات لمنظمات المجتمع المدني وحلقاته المهمه كالآتي – منظمات حقوق الانسان – حقوق المرأة والطفل والبيئة – مجموعة الأعاقة- منظمات الأقليات والشعوب الأصيلة- منظمات تختص بمجموعات دينية او ثقافية معينه – نقابات متنوعه -صحافه- عمال- قضاة -طلبة – محامين – انصار الديمقراطية – منظمات السلام- منظمات ضد التمييز والعنصرية -و غيرها
ووفق بيانات البنك الدولي الذي يحرص على تمويل المنظمات الفاعلة والمؤثرة ,فأن أعداد منظمات المجتمع المدني الغير حكومية المسجلة في العالم قد زاد من 6 الآف عام 1990 الى مايزيد على 66 ألف عام 2012 و أصبح لهم مكانة و دور مهم بارز في تقديم مساعدات أنمائية على مستوى العالم , ورسم السياسات العامة عن طريق حملات الدعاية الناجحة , والأغاثة الانسانية ,وحول قضايا هامة في ارجاء العالم مثل معالجة الفقر , والتغيير المناخي , والتنمية الأجتماعية , و تحسين نظم معينة نحو الحكم الرشيد , وتفعيل المساءلة ومكافحة الفساد ,والأمن الغذائي ,ومكافحة الامراض الخطرة مثل الأيدز و ايبولا و زيكو .! الخ
ويعمل البنك الدولي الى تدعيم برامج -المساواة بين الجنسين – بمشاركة المجتمع المدني من خلال تحسين القدرات البشرية وتحسين الحصول على الرعاية الصحية والتعليم ,والحماية الاجتماعية واتاحة فرص العمل أكثر و أفضل من خلال معالجة فجوات المهارات و ترتيبات الرعاية و توسيع حق المرأة في التملك والتصرف ,وتعزيز مكانتها وقدرتها على التعبير عن رأيها,واسماع صوتها والتحكم في الجوانب الرئيسية من حياتها .
أن الحدث الأهم تفاعل هيئات الامم المتحدة و مجموعة البنك الدولي ومنظمات المجتمع المدني وابقاء حالة اللقاء والاجتماع المفتوح لامكانية اطلاق برامج ستراتيجية مهمه مزدوجة جديدة ترقى الى تحسين الوضع الانساني الدولي, ومنها أنهاء حالة الفقر المدقع -القاسي- بحلول عام 2030 ومحاولة جاده لتعزيز الرخاء المشترك لأفقر 40% من السكان في مختلف أنحاء العالم .
صادق الصافي
كاتب و أعلامي – النرويج