سحر الدهشة
بين مارلين مورنو والبرتومورافيا
ليس بالضرورة أن يكون النظر 6/6 لكي ترى مشهد الروعة في معطيات الفن والإبداع، أذا تعمقت أكثر باللحظة التي تتأبط الدهشة، أذن سألبس نظاراتي الطبية بعناية، لكي أرى مقدار العلاقة والتجانس والألفة والإبهار بين الصورتين،
صورة مارلين مورنو الممثلة والمغنية وعارضة الأزياء التي تعط بالجمال والأنوثة والفرح، وصورة البرتومورافيا الكاتب والروائي الذي كتب تحف فنية في أسرار سرد مذهلة.
أن التمثيل تجسيد فكرة الراوي وتقمص حقيقتها في براعة ممثل حصيف أو ممثلة تدرك ما تؤدي في أداء يكون أكثر قناعة الى عين وإدراك ورضى المشاهد، لأن التمثيل هو القدرة الفائقة على تجسيد الواقع بأبهى صورة مقنعة وصادقة.
ويعد الروائي ملك الخيال وسندباد السرد في معقولية الإقناع في شخصياته، وفي تفرده، وموهبته، وفي تطلعه الى عالمه السحري والخاص الذي لم يطأه سواه، وفي أدوات حراثته وسعة وعيه، وتجربته، وإنسانيته، وتعمقه في واقعه وكسر نمطية رتابة الواقع، وفتح حلول لقضايا الأنظمة والمجتمع والسلطات والأدلجة.
أن مارلين مونرو ممثلة استثنائية في عالم السينما وتعلمت منها ممثلات كثيرات في أكاديميات الفن السابع، والبرتومورافيا الذي زار بغداد يوما ما وشاهدناه رجلا كبير السن، لكننا لم نرى صورة شبابه لأنه الأكبر سنا بالتجربة والتمعن والإبداع الدائم، وهو الذي ألف في الاغتراب والنهج الأخلاقي كتب كثيرة عن آثام المجتمع البرجوازي وصور العزلة الاجتماعية في وضوح كاشف وتحليل عميق، ولا غرابة حين طبعت من رواياته رقما تجاوز المليار نسخة،
أن جمال الصورتين في نظر المشاهد لا يعطل ضبابية العيون حتى حين يضعف النظر بالوضوح الذي يثير الدهشة في إبهار، وفي معنى ان يرى أكثر جمالا على عناد الزمن،
ليس هناك ما يسر ويفرح سوى سحر الدهشة الذي يذيب سخام الكآبة في هذا الزمن الضحل والرث والرديء والقبيح جدا.