وليد فاضل العبيدي
خضراء الامس صارت حمراء اليوم بفعل سحب الصلاحيات الامنية والعسكرية من الحكومة كاول خطوة من قبل الامريكان للسيطرة على حركة القطعات العسكرية وتامين خط سير قواتها البرية وعجلاتها وطائرتها.
نستنتج ان الجيش الامريكي لم يعد استشاريا بل مقاتل وقائد للقوات الاساسية من الجيش العراقي وحشد العشائر باستثناء الحشد الشعبي.
الحوزة لاتريد ان تدخل في نزاع عسكري خاسر امام احدث قوة عسكرية بالعالم ولها تصفيق وتاييد من شريك رئيسي بالعملية السياسية يقوده الحزب الاسلامي.
لهذا ومن باب دفع ضررين هما الدخول بمعركة والمزيد من الخسائر من باب وفقدان هيبتها وقدسيتها امام عدم جدوى الدخول بهذا النزاع.
عبرت النهر من قريب وحافظت على قدسيتها الدينية وسحبت تأييدها علنا من حكومة منخورة الى نخاع العظم.
فعادت بالوضع الى المربع الاول .
ان التحالف الوطني لولا مرجعية النجف ودعمها لقادتهم من باب سد ذريعة الحرب والجنوح للسلم لما وصلوا والتزموا بمناصب اضاعوا بها العراق واهله..
اضافة الى ادراكها لحجم الهوة الاجتماعية التي سببها النزاع بين التحالف والقوى الوطنية وبلوغ الصراع اوجه باسم الاسلام وبالذات رمزية شعار باسم الدين باكونا الحرامية .
من هذا الباب رفعت اقلام النجف في التوجيه وجفت صحف النصحية وتركتهم يجابهون مصيرهم امام شعب محرض غاضب يعتبرالحكومة صنما يستحق الكسر.
ان الحوزة ادركت تماما حجم العجز الذي يجابهها في الاصلاح بسبب مافيات الفساد وظهور خريطة بشرية منتشرة في كل مفاصل الدولة ولمست تدخلات اقليمية اكبر من خريطة العراق من هنا اتخءت قرارها لتكون جهة تنظيرية تتابع ما ستؤول اليه لوحة الديمقراطية العراقية كما رسمها الامريكان .