سجادة إبليس
حامد خضير الشمري
عينان من حجر ودم
ومنارة عجفاء داهمها المحيض بغير دم
تفتض عذرتها الرياح السافيات من العدم
إني أحسك واقفا كالقيء تملأ كل فم
أقطف ! فإن ملئت سلالك بالرؤوس
فلا يؤرقك الندم
هذا زمان العهر في عز المحرم
والحرم
هذا زمان الذبح بالدولار
والقصف المهذب
والركوع على القدم
جثث تهز رؤوسها
وذيولها هتفت : نعم !
وحصى تقافز في القدور وأرغفة
قــُدّت من اللحم الطري على الجراح النازفة
صهلت رمالك يا فرات وحمحمت
وعذوق نخلك راعفة
ملحا تساقط ساخنا
فوق الفسائل والطيور الراجفة
لن يذبحوك فإن في صلب العراق
يمور نسل العاصفة
لن يحملوا في السبي رأسك عابقا
لن يقطفوا كف القمر
فعلى المنابر صوت ملهمة القمر
كـَم ّ الجـِراءَ الوالغاتِ من الصِلال الزاحفة
عينان من حجر ودم
دلف الضياء إليهما وارتد يسبح بالضَرَم
ومسدس الجلاد محشوٌ بدم
كم جذ أعناق الأريج وكم التهم
ورجاله المرحون نشهد أنهم
برعوا بتلفيق التهم
ساهمت يدحضني النقاء
فأين حوتك يا خضم ؟
وصرخت باللاهوت
والملكوت
والناسوت
فاستشرى الصمم
يا سحر هاروت
وماروت
ويا إرث الأمم
في أي ديجور ستنكفئ اللحود
وتستفيق بها الرمم ؟
يا أيها القبر الذي مازال ينعق فاغرا :
هل من مزيد ؟
ناحت عليه الهام …
والهامات يسحقها المُريد مع المَريد
وتدكه خيل الزمان الجامحات بلا أعنة
وعلى التخوم تطاحن الأنداد
فارتفعي
فوق المصاحف يا سيوف
ويا أسنة .
ورق … ورق
ورق أرقّ
كذب الدعيّ وإن صدق
ورق تقدسه القبائل
والطوائف
والفرق
ورق إذا ما شاء أحرق
واحترق
رحماك يا رب الفلق
من شر ناس لم تُخَلق من علق
من وسوسات باضها الإملاق
في عش المَلَق
من مبصرين بلا جفون
أو حدق
من شدق خفاش النهار إذا تنهد وانغلق
من عاكفين
وراكعين
وساجدين على ورق
من شر غلمان القميء
الداخلين مع الشهيق
المنصتين لمن حبق ورق.
ورق ورق
ورق أحد
أنسى الأب المفجوع أهوال الكبَد
فهذى يكتّم ضحكة
ويبجل الند الألد :
” المال … يفديه الولد ! ”
المال … يفديه الولد ! ”
لا مال بعدك يا بلد
لا مال بعدك
يا عراق الله
يا أحلى بلد