فريد حسن
الشبح في قفار الرمادي والآلة العسكرية كلها اجتمعت في الصحراء لملاحقة جيوب الارهاب والقاعدة ولكن الميليشيات الدموية قد اطلقت لها العنان لتصول وتجول في بغداد لتقتل الابرياء على الهوية حتى ان طلاب الجامعات من اهالي المحافظات الاخرى قد تركوا الدراسة خوفا من الملاحقة والقتل على ايدي الميليشيات المدعومة التي تتسبب كل يوم في اهانة الحكومة والاجهزة الامنية بل ان في بعض المناطق من بغداد تقدم الاجهزة الامنية الدعم اللوجستي لهذه الميليشيات الاجرامية التي تحمل اجندة معروفة .
صور النفاق السياسي كثيرة لاتعد ولا تحصى في هذه العجالة فمنذ عام 2008 يطل علينا احد المسؤولين المهمين ليصرح بأن الكهرباء سيشهد تطورا وبعد عامين اي في 2010هو نفسه طل علينا ليقول ان الكهرباء سيتحسن بعد عامين وهكذا دواليك والكهرباء مازال على نفس وضعية الهبوط رغم تخصيص االملايين من الدولارات في ميزانية كل عام ولم يكلف هذا المسؤول نفسه بأن يسأل عن هذه الملايين وان يعلن عن اسماء الحرامية والمفسدين وهذا المسؤول هو نفسه قد صرح قبل ايام لوسائل الاعلام تعقيبا على نفط كردستان ليقول ان عائدات النفط اذا لم تدخل في خزينة الحكومة المركزية تعني تصرف غير مسؤول لموارد الشعب ونسأل اليست المليارات التي تصرف ضمن الموازنة العامة للكهرباء موارد الشعب؟
ان شعب العراق هو حطب النفاق السياسي فحينا رئيس الوزراء يتهم البرلمان بأنهم ارهابيون ومطلوبون للعدالة ورئيس البرلمان يتستر عليهم فيما يخرج الينا رئيس البرلمان ليتهم رئيس الوزراء وينعته بما انزل من سلطان العبارات . ومن حق الشعب ان يسأل هل ان الدولة تحكمها القانون ام الاتجاهات والاراء الشخصية فلماذا لاتتحكمون الى القانون فهو السبيل الامثل ام ان القانون فقط يسري على الشعب وبالاخص المادة اللعينة (4) ارهاب ليزج بالابرياء السجون بوشاية من المخبر السري ولتسرح الميليشيات كيفما تشاء لانها غير مشمولة بهذه المادة لانهم شعب الله المختار .
في كل يوم تصريحات ونفاق والكل يريد الاحتفاظ بالسلطة من اجل (التكويش) على موارد البلد وليعلم الجميع انه اذا بكى طفل في العراق نتيجة الجوع فأن ذلك يعني ان حكومتها فاسدة وفاشلة وخائنة ويبقى وجه ربك ذوالجلال والاكرام معينا للصابرين العراقيين الذين يعيشون الفقر والعوز واموالهم تسرق وليبقى الحساب ليوم الحساب فالفاسدون مثواهم النار والصابرون مثواهم الجنة وذلك هو الفوز العظيم .