سامي العامري
ما بال ساعة حائطي
لا تستقرُّ ؟
هي الثواني في حراكٍ دائبٍ
كيَدٍ تعاني حَكَّةً أبديةً
واليومَ خلف الحقل راهنتُ
والفصولَ على انسحاب القمح من زاد الحَمام،
سألتُ بعضَ جنادب الأغصان إن كانت توسوس للزهور
فقد رأيت الزهر يقفز
هانئاً من فوق أمواه الروابي،
والقُرى من
فوق كتف الشمس،
أوميء للجواد،
يهبُّ نحوي تائقاً
والسرجُ يبرق كالسراجِ …
وهناك يصهلُ : أين مَن فَتَنَتْكَ ؟
يسألني وقد أرخى قوادمَهُ
وظلَّلَ عُرفُهُ ألفَيْ سياجِ
فأجيبهُ : هي هكذا
كتحية الناس الذين تركتهم
متحلقين جميعهم حول المواقد كالمَعاضد
ثُم أحكي لي غداةَ العطر قصةَ نازحٍ
شغلَ الرئاتِ بما تناهى من صداح القُبَّراتِ
مُحَيِيَاً
وأطلَّ كالجوريِّ في رئةِ الزجاجِ …
واستأنستْ بضياعه شُعَبُ الغيوم
فباتَ توأمها الملاحَق
ناظراً :
خَصرُ العَريسِ السوطُ
والإكليل فوق عروسهِ شبحٌ
وطائرةٌ
تحنُّ إلى الدمار كما تحنُّ البيدُ للأنهار،
يجلسُ فوق رابيةٍ معلقةٍ كأشعارٍ على الأستار،
رابيةٍ مذهبةٍ
وشاسعةٍ كجلد الفيل،
ينشد :
( ما أظنُّ أديمَ هذي الأرضِ إلاّ …. )
وانتهى متذكراً أرشيف سنبلةٍ
يطالعُهُ فيبسمُ وهو يمسحُ عنه إمضاءَ المناقيرِ،
انتهى من ربع قرنٍ وسطَ آسيا
والبقيةِ هذه العثرات في الأسواقِ
بعد النوم في الأنفاقِ
تنجمُ عنه رؤيا
مثل أعذاقٍ من الثمرات أنضَجَها الوجيبُ
بها تنوء الآن أغصانُ الصليبِ،
كأي ثالوثٍ
من البجع المشرد
في الفضاء الليلكي،
ولا يحيدُ المَستكيُّ
وبُردةِ الأشعار
شاركني بها الصعلوك والمملوك
والمتقلبون على فراش الشكِّ
وهو يقضُّ مثل الشوك،
كان يقضُّ مضجع نجمتي
لتظلَّ سَهرى
أو أظلَّ أصيح : يحيا أو يعيش المبعدون
كما النجوم
يعيش هذا التيهُ مُختارُ الفصول
تعيش عشتاروتُ ….
آفاقٌ تبدَّتْ كالقناني المحكمات الغلقِ،
إلاّ مَن تَسلَّلَ في الزقاقِ
تَسَلُّلَ المعنى إلى الأوراقِ،
يؤميء لي
ويغبطُ بسمةً سَكرى
تبلِّلُ في انطلاقتها رموشَ الماءْ
وتكبِّلُ اللحنَ الأثير وقد مضى
كيلا أرى يده وما تخفيهِ من حِنّاءْ
( قصيدة تعتمد التدوير في أغلب جزئياتها)