زوبعة مشعان في فنجان البرلمان
احسان جواد كاظم
الزوبعة التي اطلقها عضو مجلس النواب العراقي مشعان الجبوري بتصريحاته عن حجم الفساد المستشري في اجهزة الدولة والمدى الواسع لتورط احزاب الفساد الحاكمة, لن يقدر لها ان تتطور الى تسونامي سياسي, رغم اثارتها لمشاعر الاستهجان والاستنكار ضده من داخل البرلمان وخارجه. وبينما يعرف شعبنا حجم فضائحهم وجرائمهم التي يعيشها ويعايشها في حياته اليومية, لكن لأول مرة يعترف فيها سياسي عراقي بقبوله الرشوة وقطعه بأرتشاء مسؤولين في الدولة بكل مؤسساتها.
وتأكيده ان محاسبة هؤلاء نسج خيال, لأن كتلهم بكل جبروتها المالي والميليشياوي, ودعوات الملالي تقف وراءهم بقوة. وجزمه بأن حتى كبار القضاة, ان لم يكونوا فاسدين فهم يخافون التصفية في يوم اصدارهم لحكم ادانة لفاسد من الكبار.
لابد من الاعتراف بجرأة طرح النائب الجبوري مع ان مثلي لايؤيد مثله بأي حال من الاحوال. لكن رد الفعل المتهستر من بعض نواب الكتل الكبيرة في مجلس النواب, يؤكد وجود خشية جدية لديهم من انكشافها وسعيهم لتشكيل لجنة نيابية خاصة, كما قيل, لمحاسبته على تصريحاته ( اللامسؤولة ) بينما يفقه كل عراقي بأنها, حقيقةً, للملمة الفضيحة قبل ان تنفلت اعصابه في لحظة طيش وتصبح بجلاجل فيما لو وضع ما بحوزته من وثائق في ايادٍ نزيهة, يؤكد بأنها, هذه الوثائق, كفيلة بأدانة كبار المسؤولين في الدولة والحكم.
ان النائب مشعان الجبوري هو جزء من دائرة الفساد ونظامها التحاصصي, كما اعترف بنفسه, لهذا اعتقد بأن لديه الاستعداد لأبتلاع كل تصريحاته بين لحظة واخرى بدون حتى شربة ماء وعلى الريق, لما يعرف عنه من بهلوانيات انتهازية, يشهد بذلك عليه تاريخه السياسي, وبالخصوص مع توفر استعداد مقابل لدى زملائه من احزاب الفساد مصاصي دماء العراقيين, الى تقديم جرعة من هذه الدماء لاسترضاءه. ويصبح الوطن العراقي بالنسبة لهم ” ابويتنا وننهب بيه شلها غرض بينا الناس”. ( مع الاعتذار لمبدعي الاغنية الاصلية ومتذوقيها)