زهايمر!!!!!!!!!!
بقلم: الدكتور زاحم محمد الشمري
يُعرف الزهايمر Alzheimer بأنه مرض يصيب المخ، قابل للتطور الى حد انه يُفقد الإنسان ذاكرته، وتنعدم قدرته على التركيز والتعلم، ويؤدي بالشخص المصاب الى الخرف Dementia ، وكثيراً ما يصيب هذا المرض الأشخاص كبار السن. حيث يلاحظ المرء ان نسبة المصابين بهذا المرض تقل في الدول المتطورة وتزداد طردياً في دول العالم الثالث الواقعة في منطقة الشرق الأدنى، حيث تختلف أعراض الإصابة بهذا المرض في الوطن العربي حسب الأمراض النفسية التي تصيب الشخصية الإنسانية ومنها انعدام الثقة بالآخرين والحقد والكراهية والأنانية غير المبررة، بالإضافة الى “الأنا” وحب المال والسلطة.
ولذلك فان مرض الزهايمر جعل العربي ينسى قضاياه المصيرية والتكاتف لمواجهة التحديات ووحدة الدم والمصير، كما فعلت وتفعل شعوب أوروبا وغيرها من شعوب العالم، لكن ذاكرته تنشط جيداً بالعمل على تمزيق وحدة الصف العربي بكل الوسائل والتآمر على قضاياه المصيرية، فبدلاً من أن يوجه بندقيته صوب العدو ينحرف بها صوب جبين أخيه العربي دون وجه حق أو سبب وجيه سوى إصابته بالزهايمر الذي يذهب العقل مسميات الاشياء ويعمي البصائر ويخشن القلوب .
وأضحى الزهايمر، على مر الأيام، يصيب العربي بالخرف في فص المخ المسؤول عن الذاكرة التي تعني بالتطور والحداثة والمدنية والرخاء والاسترخاء وحماية حقوق الانسان وتشجيع المواهب، ولكن يجعله في الفص الآخر يتذكر جيداً ويعمل على إشاعة ثقافة الفوضى والقتل والإرهاب والتشريد والتخلف والقبلية وانتهاك القانون وحقوق الانسان والعمل بالمحسوبية والمنسوبية. وأمسى الزهايمر ينسي الإنسان العربي مواكبة العلم والمعرفة والتطور الثقافي والتكنولوجي، لكنه يتذكر بحداقة الذئب التراجع العلمي والثقافي والحضاري ويعمل عليه .
الزهايمر إذاً مرضٌ فتاك، يجعل العربي يغض الطرف عن التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمذاهب والعرقيات المختلفة، ويعمل فقط على إفشاء التعصب والحقد الأعمى والكراهية بين هذه المكونات ويسعى لتفتيت لحمتها الوطنية والاجتماعية التي تصب في مصلحة البناء والتطور الاجتماعي والثقافي والعلمي على مستوى البلد الواحد والبلدان مجتمعة. والزهايمر يجعل العربي يتفاخر بتاريخه العريق وبطولات الاجداد لكنه ينسى ما يجب عليه ان يقدم من إنجازات ليكون خير خلف لخير سلف .
ومن ايجابيات الزهايمر إنه ينمي لدى الانسان العربي قابلية الحديث عن الطموح والتطور العلمي والثقافي والحداثة المجتمعية، لكنهُ يُنسىيه كثيراً ان العرب “أمة ضحكت من جهلها الامم ” !!!!!