د. جودت العاني
( 1 )
يُتْعِسُكِ العيشَ في حبهِ
وَمِنْ دونهِ
تكونُ الحياة
هلامية تعاني الخواء..
وتلكَ هي المحنة البائسة ..
( 2 )
تقول ، ترقبْ رموشي
فلا أحدٌ يستطيع الصمود
إذا أبرقتْ
وصبتْ صواعقها
تلوذ العيون اشتهاءً
وتخبو بأجفانها الناعسة ..
( 3 )
تحبين مثلي طقوس الهوى
وسهر الليالي لحد الصباحْ
تحبين مثلي الكلام المباحْ
ولكن، على شمعةٍ بائسة..؟
أم تريدين أن أقتفي
ظل هذا الجراح
بأوجهه العابسة..؟
وأنا أدري
إذا ما تمادت
شِفاهُكِ فوقَ صدري
سحابة شوقٍ
يغيبُ الزمان
وتغدو نواعيره هامسة..!!
( 4 )
تقول ، في ثقة فائقة..
إذا ما تحركَ جفني
إذا ما تحركَ أصبعي
يُغَيرُ نهر الهوى مجراه نحو الشمال
وتبدو النوارس في جرفه رائقة ..
يعربد في لمسات أصبعها الجنون
ويغفو قليلاً
على نغم الرغبة الشاهقة..
( 5 )
معضلةٌ أن يكونَ العيش في حبهِ
ومعضلة من دونهِ تستمرُ الحياة..
فكيف السبيل لدربٍ
يقودُ لحبلِ النجاة..؟!
( 6 )
يزغرد أصبعها في مسامات جلدي
تدور الطواحينُ
مثل المجانين
يراقب عقليَ هذا الجنون اللذيذ
ولكن إلى أين تمضي الظنون..؟
بإيقونة اللمس حتى المنون..؟
( 7 )
ألق أنثوي
ينسج لي شعراً
يحمل قنديله في العراء
وعند مجيء القوافي
يراقص شوقه تيهاً لحد البكاء..!!
يلامس موج البحر
ولا شيء يغامرُ
غير النورس
حين يُنَقط باللون الأزرق
وجه الماء..!!
( 8 )
هذا الزمن العامر باللذات
وأنين النايات
مع الآهات وأسراب الهم..
كفي عن وجعي
ودعيني أغرق في قعر اليم..
صبي زيتك في قلبي
كي أبقى أكتب شعراً صوفياً
يتماهى عبقاً في كل القارات..
( 9 )
لا أحد يحرق قامته في جوف الماء..
ولا أحد يغرق في الشعرِ
لأن الشعرَ هواء..
نتنفسه في كل الأجواء..
( 10 )
لا تبرح أمواجك عالقة في صمتي
وأنا أتفرس في عمق معانيها
تغزوني حيناً
وأحياناً أغزوها
والغزو فوق رمال الشاطئ
لا غالب فيه ولا مغلوب
فأنتِ كما أنتِ
كالنحلة ماثلة في عيني
تتنقل ما بين زهور السياج..
أخاف عليك من زمنٍ كله من زجاج..!!
فكيف تجيئين صوب ضفافي
وكيف تمرِينَ عبرَ شغافي
حينَ يبحرعلى قاربٍ من قصبْ..؟
فيا للعجبْ..
أحاورُ نفسي
قدْ أكونُ السبب.. ؟
فهل تشتكيني الفصول لهاثها
لزمانٍ غدا كالندب..؟
ولكن أخافُ عليكِ
رمال الشواطئ ، وصخب اللهبْ..!!