زمن التفاهات
دهوك 2022/ 1/ 8
الجزء الأول
إن كنا أكثر الشعوب والدول المستوردة والمستهلكة للبضائع والمنتجات فأننا في الوقت نفسه من أعظم الدول التي تنتج وتصدر التفاهات إلى بقية الامم والدول والملل . لذا كان الأولى باستاذ الفلسفة الكندي الان دونو صاحب كتاب نظام التفاهات أن يتخذ من العراق واقليمه انموذجا وشواهد حية تدعم نظرياته وأقواله وتغني من كتاباته وابحاثه .
فأقل مايوصف به واقعنا اليوم باللهجة العراقية البسيطة بواقع زبالة وبباقي اللهجات العربية الجميلة الأخرى بواقع تافه .. وهيمنة التافهين على النظام السياسي ومقاليد السلطة والحكم وبالتالي جلب التافهين وتوزيع المناصب والمواقع الادارية العليا عليهم واغداقهم بالاموال والثروات والصلاحيات وإفساح المجال لهم للهو والعبث والفساد والقفز على النظام والقانون والإبقاء عليهم في مناصبهم مدى الحياة وبينما يتم حصر العقول المفكرة والسواعد البناءة في زوايا مظلمة معتمة ومحاربة ودفع الأشخاص الآخرين ذوي الشهادات والخبرات والكفاءات العالية المخلصين لأعمالهم ووظائفهم ووطنهم وأبنائهم إلى الانكفاء والتقوقع على الذات والانسحاب الهادىء من جميع وصميم الفعاليات والأنشطة والأعمال الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تسير شؤون وقطاعات المجتمع والدولة .