زغرودة الدمع
أهذه دموعي أم تستتر
أتنسى وما أنا إلا هي
صددت عنها يوم بعد يوم
إلى أن خلت أنها استسلام
للرزايا وللمحن وجزمت .
فليس من حق للقاضي العتب .
إن كانت دموعي فهي بريئة .
كفرقة العدم.
من لومة عين أو تعاليا .
وإسراف بجرم مثقال ذرة.
وتثاقل الإثم .
أهذه دموعي .أم تستتر
أعود إليها فهي زغرودة أشرقت
من ظلمة الرحم .
ألوم تعالى عنها .وأدنى خطوة .
بعدت عنها . إلى الهجير و الشتات.
فزاد امتداد الحديث سطوة .
ما خصها لهيب المهد و اللحد .
أو برد البلاء . والعفو
وما غمض وصروف القضاء والقدر .
عمر لم تجف أسا فله هذه الدموع .
ولا و جود له من أثر .
هي ميلاد لم يحن.
وبرهة انغماس معها
من زمن العمر .
اليوم هو ارتماء في كهوفها .
فقد انكشف الدمع الثمين ..
من دمع الندم من قرة عين .
هي بيت لذاكرتي منها بعدت.
فليست غريبة .
وميعاد تشتتت إليه دموعي لن أصله .
فلا ترحلي ..
من الحبر الذي ينوح فوق ساحلك
ابقي سلوى أقرؤها .. ولتذكرك
الجراح . وصمت المقابر . والأفق …
قاسم عادل
الجزائر