رانيا كرباج
أضعُ يدي على زجاجِ نافذتي
أشعرُ بيَدكَ على الجهةِ المُقابلة
أُرهفُ السمع
تتسلّلُ كلصٍّ إلى أذُنَيَّ
تكسرُ بابَ قلبي
أهرع أمسحُ عنهُ الغبار
و أذهبُ لأتمدَّدَ خفيفةً على زبدِ البحرِ
الموانئُ تمشي على جسمي
و لا وَجَع
كلُّ مهاجرٍ يدوسُ على صدري
و لا وَجَع
النوارسُ و هي تلهو
تغرسُ مناقيرَها في لحمي
الأسماكُ الجائعةُ
تنهشُ ظهري
أيضاً لا وَجَع
لا لستُ جثّةً مرميّة
أنا حيّة
لكنَّ السماءَ من فوقي
فتحَت بينَ الغيماتِ كوّةً زرقاء
زرقاءَ لدرجةِ أنَّ عينَيَّ تعلّقتا بها
ناسيتَين كل ما يحوطهما
من ألوانِ الشقاء .