رِحْلةُ الوَهْم
ـــــــــــــــ
افتح عيونَكَ إذ تمارسُ متعتَكْ
ما زلتَ تملكُ يا صديقي لحظتَكْ
في عالمِ اللاشيء أنتَ مبعثرٌ
و حدائقُ الأحلامِ تملأُ غرفتَكْ
أصحابُك المرحونَ دونَ روائحٍ
همْ محضُ أسماءٍ ترمِمُ (صفحتَكْ)
ورسائلُ الإعجابِ كِذْبٌ أبيضٌ
وفَمٌ بلا شَفَةٍ يًقَبِّلُ صورتَكْ
لا تطمئنَّ لضحكةٍ مكتوبةٍ
لا تمتلك أذُناً لتسمعَ ضحكتَكْ
صورٌ مزورةٌ وصوتٌ صامتٌ
تجتاحُ كالحُلُمِ المُشَوَّهِ مُقلتَكْ
همْ مَحْضُ أسماءٍ بدونِ ملامحٍ
يترصدونَكَ أينَ تغرسُ خطوتَكْ
يتسورونَ عليكَ بيتكَ خِلْسَةً
ويباغتونَكَ حينَ توقدُ شمعتَكَ
هم لا يرونَكَ غيرَ طيفٍ عابرٍ
لن يذكروا إنْ غبتَ عنهم صحبتَكْ
هم باردونَ كما الصقيعِ فلا تكنْ
متأملاً دفئاً يُخَفِّفُ رِعْشَتَكْ
هُمْ محضُ وَهْمٍ لا مشاعرَ حَقَّةٍ
فيهمْ وإنْ ملأوا بضوءٍ مُقلتَكْ
كنْ مثلَهم حتّى وإنْ أبصرتَهم
ملأوا بأعنابِ المباهجِ سَلْتَكْ
ألْقِ السَكِينَةَ في فؤادِكَ وابْتَكِرْ
اسماً جديداً ثمَّ واصلْ رحلتَكْ
3/11/2019
أحمد الشطري