ريحانة المجد
الخمـــرُ فيكِ من الرَّيحـــانِ والعِنَبِ
عتَّــقتِهِ ، فالجمــالُ الرَّاحُ في الغَرَبِ
فذاكَ نبعٌ غفـــا في حضــن ِرابيـــة ٍ
وذاك روض بــدا لفظـــاً بثغرِ نبــي
والطـَّـلُّ منهمــرٌ مـن عيــن زنبقـــةٍ
كأنَّــه الدُّرُّ فــي كأس ٍمن الذَّهــــبِ
و الياســمينُ علـــى الخدَّين متكـــئ ٌ
تســـقيهِ من عنبر ِالجفنين و الهـُدُبِ
بين الضلوع ِزرعتُ الشَّــامَ نرجسة ً
تفـــوحُ بالكبرياءِ الصَّامتِ الصَّخِبِ
قطفتُ من نبض ِقلبــي ألــــفَ أمنية ٍ
نســجتُ للشــَّـام ِتسبيحي و مرتغبي
كم لمتِني إذ سفحتُ الرُّوحَ خالصــة ً
زيدي الملامَ ، فلا عشــــقٌ بلاعتَبِ
من كـــــلِّ ســــنبلةٍ حقلٌ من النِّعَـــم ِ
في كلِّ درب لنـــا لقيــــا مع النُّجُبِ
قد حُزتِ يا شامُ سحرَالشَّرق ِأجمعَــهُ
أنت المليكــــة ُ قد تُوِّجت للعـَـــرَبِ
ألهمْتِنِي عشـقكِ القتَّالَ , بي شــغفٌ
بكل زيتونةٍ .. بالأرض ِ.. بالسُّحُبِ
من كــــلِّ ضحكةِ فجرٍ ألفُ قافيـــةٍ
أنتِ القصيدُ .. و أنتِ اللَّحنُ للطَّرِبِ
لا تحسـبيني بعيداً عنـكِ بــي وقــرٌ ,
إنَّ الحنينَ لظىً فـــي قلــبِ مغتربِ
إنْ باعدتنـــــا مســـافاتٌ و أزمنــة ٌ,
فصــورة الشـَّــام في عينيَّ لم تَغِبِ
منك القوافـــلُ تجنــي كلَّ مكرمـــة ٍ
هيهاتَ في أرضكِ السُّكنى لمغتصبِ
إن مسَّ أظفارك الظـُّـلام أو عزموا
جُنَّ الحماسُ و ثارتْ جمرة الغضبِ
لا تأبهـــي لكلوم ِالدَّهر , ذا جسدي
مزَّقتـُــــهُ , فضمـــاداً بـــات للنُّدُبِ
خذي من العين ملحَ الدَّمع , أسكبهُ
فوقَ الجروح ِ, فتخبو غـُصَّة ُالتَّعَبِ
أبطالنا أُسـُــدٌ , ما ضـــنَّ منهـلهـُـمْ
حتـَّـــى غدوتِ لنــا أسطورةَ الحقبِ
شـــــدُّوا شراعَهـُــمُ , ما هزَّهمْ قدرٌ
راموا عروشاً على الأقمار ِوالشُّهُبِ
نالـــــوا , فكانَ لهمْ عـــزٌّ و مقدرة ٌ
يهابُهــا السَّـيفُ و الأرماحُ في القُرُبِ
أمَّ الحضارةِ , منكِ المجــــدُ منعتقٌ
دمتِ الوســـامَ بصدر العلم ِو الأدبِ
إنْ قلتُ ذا وطني, والأرضُ مفخرتي
و المجـــدُ لي عَلـَـمٌ , فالشـَّامُ منتسبي