د.خالد ممدوح ألعزي
عقد حزب روسيا الواحدة بتاريخ 24 أيلول سبتمبر 2011 مؤتمره السنوي واتخذ قرارات مصرية بالنسبة للحزب والدولة،للخوض في الانتخابات النيابية القادمة في البرلمان ،وخوض معركة الرئاسة في الانتخابات القادمة ،قرر الحزب أن تكلف الرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف لترأس لائحة الحزب للانتخابات القادمة من اجل دعم اللائحة وكسب شرعية شعبية ومعنوية ،لكن الرئيس الروسي ميدفيديف طلب من أعضاء المؤتمر الحزبي بدعم ترشيح الرئيس بوتين للرئاسة القادمة ،وهذا يعني بان :
1-بوتين قرر إنهاء إجازته السياسية والعودة إلى تولي مهمة الرئيس والقائد، وحسم بقراره هذا كل التكهنات التي كانت تدور حول الشخص القادم لتولي رئاسة روسيا القادمة ،بسبب التطورات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم وتحاصر روسيا .
2- لقد حسم الرئيس ميدفيديف الجدال السياسي والدبلوماسي والإعلامي الذي دار في روسيا والعالم طوال فترة رئاسته،” حول شخص الرئيس القادم لرئاسة روسيا ،وما هي سياسته وفريقه عمله ، وزراءه وخططه العسكرية والمالية” من خلال الطلب الرسمي من حزب روسيا الواحدة تأيد ترشيح الرئيس بوتين للرئاسة .
لم يفاجئنا تصريح “بوتين ” الأخير بتاريخ 3 كانون الاول 2009 ، اثناء المقابلة السنوية مع الاعلاميين الروس خلال المؤتمر الصحافي المنعقد في موسكو ،بأنه لا يمانع من الترشح إلى رئاسة روسية في الانتخابات القادمة، متزامنا مع تصريح الرئيس الحالي “ميدفيديف” أثناء لقاءه مع برلسكوني رئيس وزراء ايطالي، بأنه سوف يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في روسيا . فإن هذا الاعلان ياتي من خلال الحق بممارسة الديمقراطية والوصول الى السلطة ، ولكننا نعرف بان رئيس الوزراء الحالي هو في اجازة عمل مؤقتة عن المسرح السياسي وهو مهتم بالشأن الاقتصادي للبلاد بعدما نخرها
الفساد والبيروقراطية .
من هو “بوتين” :
“بوتن” القادم إلى السلطة بعد إخفاق دور روسيا وتقليص نفوذها السياسي في العالم سيما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، في أضواء أزمات ومشاكل اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية وأخلاقية عصفت بروسيا وشعبها من العام 1988حتى العام 1999.
لبد هنا من تذكر أقوال “الصحافة الأجنبية في بداية عهد الرئيس ” فلاديمير بوتين” المعنونة بعناوين من هو السيد “بوتين”.
عندها سطع نجم، ” بوتين “رجل الاستخبارات و المفاجآت الذي عودنا دائما أثناء حاكمه لروسيا، وعلى مدار ثمانية سنوات مضت، بانه هو الابن البار، ليس لمدينة “سنبترسبورغ ” مسقط رأسه. و إنما للمؤسسة الأمنية ( المخابرات ) ، التي أوصلته ، بدورها إلى سدة الرئاسة ، وأمسكت بيده زمام الأمور في روسيا . “بوتن” القيصر الأحمر ، الجديد لروسيا ؟ الرئيس الحالم بإعادة دور الإمبراطورية وبسط نفوذها وسيطرتها على مناطق نفوذها التاريخية السابقة .
تميز “بوتين ” بالدقة والحضور القوي والتحديد ، ويتمتع بسرعة البداهة ، قليل الكلام كأي رجال أمن ، ينفذ القرارات والوعود الذي يقطعها أمام جمهوره وموظفيه ، استطاع إن يضبط إقاع الداخل الروسي من خلال التوجه في لعب دور قيادي خارجي لروسي ، وهذه ما يناسب الشعور القومي الروسي لأن الشعب الروسي اعتاد على شعور داخلي يحثه دوماً على انهم أبناء دولة عظمة وكبرى، ذات نفوذ خارجي، الشعب رصيده الأول ، وارتفاع أسعار النفط والغاز العالمي رصيده الثاني الذين كانا قوته الأساسية في ممارسة سلطته وتعاظم قدرته .
1 – من خلال تحسين الحياة الداخلية لروسيا بعد الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالدولة مؤخرا وتحديدا الوضع الاقتصادي منها يعود الفضل له ولفريق عمله السياسي .
2 – نجاحه في حل المشكلة الداخلية في إقليم ” الشيشان” الفدرالي المفتعلة ، وتحويلها من مشكلة إسلامية مع روسيا، إلى مشكلة داخلية بين منشقين( معارضة) ، معنيين بتخريب الدولة، وموالاة للدولة، و دستورها الفدرالي .
3- الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والسياسية التي عمل عليها طوال فترة وجوده في الحكم التي آدت كلها إلى كسب ثقة المجتمع الروسي بمختلف طبقاته الاجتماعية والسياسية مما أدى إلى رفع رصيده الشعبي .
استراتيجية “بوتن” لا ستمرار الحكم “البوتني”:
هنا لبد من الإشارة إلى نجاح السياسة الإستراتيجية التي بناها طوال فترة حكمه ونالت الثقة الكاملة في الاواسط الروسية التي عززت استمرارية قيادته للبلاد ورفع رصيده العام .
فحين أعلنا بوتن في المؤتمر العام الماضي2007 لحزب روسيا الموحدة قبوله ترأس لائحة الحزب الانتخابية في الانتخابات البرلمانية الحالية وهو على استعداد لترأس الحكومة المقبلة كان هذا الإعلان بمثابة استفتاء شعبي حول إستراتيجيته وسياسته المعروضة على الشعب الذي يحدد من خلالها لمن يعطي صوته في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة ؟ولماذا؟ فإن توجه ” بوتن ” إلى الناخب الروسي يعني ذلك استمداده شرعية قادمة لقيادة البلاد في المرحلة المقابلة من خلال نواب الحزب القادمون للسلطة والرئيس الجديد الذي يفترض بان بوتن سيقدمه للمجتمع. طرح بوتن شخصية جديدة
لاتثير القلق والغضب ، لا في الداخل ولا الخارج ، فكانت الاستجابة لهذا الطلب،الشعب يثق به وأعطه لاحقا ما أراد في الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، والشعب الروسي نفسه في العام 2011-2012 لن يخيب حلمه وأماله وسوف يحقق له أهدافه المستقبلية.
الشعب يعرف “بوتين ويثق به”:
عندها حسم الآمر والجدل السياسي القائم حول مستقبله السياسي القادم في قيادة روسيا من خلال مفاجآت لم يتوقعها الجميع والتي تعتبر نقلة نوعية في التاريخ السياسي والدبلوماسي الحديث أي القبول بمرتبة اقل منها حاليا دون تعديل دستوري يحول الدولة إلى برلمانية بدلا من جمهورية وتصبح بذلك الصلاحيات الكبرى جميعها مع الحكومة، ووزيرها الأول . ولكن هذه الخطوة الجريئة التي تبناها “بوتن” كانت تهدف إلى إحياء الدور الحزبي في التنافس البرلماني والتعود على ثقافة جديدة في روسيا في تشكيل حكومات قادمة على مبدأ الائتلافات الحزبية ، حامية للمواطن والدولة معا .
إن ترأس “بوتين” اللائحة الانتخابية البرلمانية ورئاسة الحزب السياسية والقبول بمنصب رئيس الوزراء القادم خطوات تدل على :
1- اعتمد “بوتين” على الحزب الواحد أولا والذي حصل على حوالي 300 مقعد في البرلمان الروسي و استطاع تشكيل حكومة من خلال قوة الحزب الواحد التي ساعد ته على تخطي العواقب إضافة إلي الحزبين الآخرين (حزب روسيا العادلة “سرغي ميرونوف” و الحزب الديمقراطي ؛اللبيرالي الروسي “فلاديمير جرنوفسكي”) اللذان يعتبران قوة إضافية تساعد صقور الكريملين في قرارات الحكومة القادمة ذات الأغلبية البرلمانية لحزب روسيا الموحدة .
2- اعتمد “بوتن” على القوة المركزية للسلطة التي حدثها أثناء حكمه لمدة 8 سنوات ، من خلال ممثلون الرئيس السبعة في الاقاليم الروسية” فالسلطة العمودية في إدارة البلاد” و المحافظين في المدن ورؤوساء الإقاليم الروسية الذي تم تعينهم بقرار جمهوري من الرئيس ، ( بعد أن ألغيت الانتخابات في الإقليم، بسسب تفشي الفساد ، عندما بدأت تتبوأ هذه المناصب أشخاص يشك في نزهتهم و ماضيهم ). فالكوادر الموجدة في مناصب الدولة الاولى الحاليين هم مدينون بها للرئيس شخصيا بسب وجودهم فيها إضافة إلى رصيده الشعبي بعد الانتخابات البرلمانية الجديدة عام 2007 الذي يخوله ممارسة أي شيء
فيما بعد . واذا لم يمارس فقد اصبح “بوتن ” رمزا قوميا للامة الروسية الذي يتم فيه ولادة رمز لأمة كل مئة سنة .
التسليم و التسلم بالشكل وليس بالمضمون:
روسيا كانت على موعدا في 7 أيار “مايو” من العام 2007، على موعد تسليم وتسلم للرئاسة بين الرئيس المنتخب ” ديمتري ميدفيديف ” وخلفه الرئيس “بوتين” . “ميدفيديف ” النامي والقادم إلى السياسة من المهد والمدرسة “البوتينية”.
لقد اصبح الرئيس “الحالي ” و المنتخب ديمقراطيا وفقا للدستور الروسي و حسب الأعراف ، موظفا ساميا في الكريملين وعليه تنفيذ الإستراتيجية “البوتينية”:( هذه يعني إن” بوتين” هو الرئيس الحقيقي والظل لروسيا).
“أما في حال نشوب إي خلاف ما مع الرئيس المنتخب الجديد ” مثل الانقلاب أو التعذر عن تنفيذ المطلوب منه” وهذا مستحيل جدا لان “ميدفيديف “هو وحد من مجموعة ” بوتين” التي تدين بوصولها إلى هذا المركز له . والرئيس”ميدفيديف ” هو بمثابة الابن المدلل له ، عندها يستطيع البرلمان ذات الأغلبية ” البوتينية ” طرح الثقة بالرئيس حسب نص الدستور الروسي ووفقا للمعطيات الذي يمتلكها “بوتين” والتي ذكرنها” . طبعا هذا السيناريو لم يحصل مع الرئيس ميدفيديف في إعادة السلطة لصاحبها، مما يدل بان بوتين نجح في اختيار خلفه لهذا المنصب ،واليوم يسلم الأمانة لصاحب الأمانة .
السيناريو االمركب لابقاء السلطة في اليد :
بحال تعذر الرئيس من متابعة السيطرة على زمام الامور المتفق عليها لاسباب شخصية او تأزم الوضع السياسية الداخلي، وبعد فترة صغيرة تتم الدعوة إلى انتخابات جديدة للبرلمان والرئاسة الروسية معا عندها يحق “لبوتين” الترشح للرئاسة حسب القوانيين دون خرق للدستور . إلى ولاية ثالثة غير مترابطة مع بعضها البعض و بالطريقة الدستورية والقانونية ووفقا لهذا االاحتياط من الرصيد الشعبي الذي يملكه والذي ذكرنه أعلاه.
أمام كل هذه القوة التي يتمتع بها “بوتن” في فرصة قوية ليطرح نفسه مرشحا قادما لرئاسة الدولة الروسية دون منازع ، حتى لوكان مدفيدف مرشحا وانما من اجل اعطاء صورة شكلية للعملية الديمقراطية ، وهنا لبد من القول إن على عاتق الرئيس الجديد لروسيا من تنفيذ، ثلاثة شعارات والتي كانت شعارات حملته الانتخابية التي قطعها أمام الجميع، لكي يكمل ولايته، ولكي يبقى الداعم الأساسي له ولاستمراره كرئيس ، يعمل في مجموعة ، تعمل كلها لأجل روسيا وشعبها وهي:
-1 – الحرب على البيروقراطية الداخلية ومحاربة الفساد العام وتحديدا الفساد الذي يعم مؤسسات الدولة الروسية والذي يشكل الموظفين عنصره الأساسي.
-2-تحسين الأوضاع الاقتصادية للبلاد و تحديدا الحياة المعيشية للمواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الحالية الجيدة لروسيا وبظل الازمة المالية التي عصفت بالعالم .
-3-العمل الجاد على تفعيل الدبلوماسية الروسية بشكل اقوى على المستوي العالمي وفي كافة القضايا والمحاور العالقة التي يمكن إن تبرز دور روسيا، كقوة عالمية على المستوى الدولي والداخلي، ولكي يقدر لها و لموقعها وقدراتها الطبيعية والصناعية والعلمية من لعب دور مميز على الصعيد العالمي والدولي ، ووفقا للتوازنات الدولية الجديدة وخاصة في ظل الوضع العالمي الحالي ووضعها الداخلي ، الذين يسمحا لها اخذ مكانتها العالمية الحقيقية .
لماذا تولى “بوتين”رئاسة الحكومة :
عندما تولي بوتين مهام رئاسة الحكومة االحالية ، فإن القرار السياسي والاقتصادي في البلاد بقى في قبضته من خلال رصيده القوي الذي يصرفه في إتمام خطة عمله الاقتصادية الحالية ، وفي مقدمتهم محاربة الفساد والرشوة.
إن وضع روسيا وقدرتها المالية حاليا يسمحا بإجراء اي انتخابات ، نيابية ورئاسية معا لمرتين متتاليتين وتحمل أعبائهم المادية، اذا احتاج الامر ، إضافة إلى رصيد ” بوتين ” ووزنه الشعبي الذي يسامح له ،ولاسيما التشكيل الوزاري االحالي الذي عمد أليه و تم الاحتفاظ بأغلب الكوادر والوزارء والمستشارين الخاصين به والذي يعتمد عليهم في المجموعة الخاصة وتحديدا ( نائبه سرغي ايفانوف؛ ونائبه الحالي ورئيس الحكومة السابق زبكوف الخ…) الذين يمكنهم فيما بعد أن يؤمنوا له ، هذه العملية الانتقالية وسط الأسس والمعايير الدستورية و يستطيع العودة الجديدة إلى
الحكم وألامساك مجددا بزمام المبادرة سواء من خلال أجراء انتخابات جديدة في اقصر وقت ممكنة تتيح “لبوتن” العودة إلى السلطة وينهي الجدل حول عملية الانتخاب لأنها تكون قد حصلت وفقا لروح الدستور والأنظمة الديمقراطية ورغبة الشعب. او انهاء المدة الحالية للرئيس بطريقة طبيعية .
“بوتن ” الذي عمل دائما على رعاية توازن وزاري روسي يقوده ويعمل معه على التساوي بين (قوة المؤسسة العسكرية وقوة الاقتصاد الليبرالي الداخلي ) ، والذين لم يفقدا دورهما بعد ، و إنما في الانتظار لتنفيذ الأدوار المرسومة لهما لاحقا .
الخاتمة:
هذا ما يؤكده تحليلنا الذي ثم عرضه و الذي نربطه بالخطاب الاخير المتلفز في انتهى مدة ولايته عام 2007م وممارسته طوال توليه رئاسة الحكومة . فان ” بوتين ” الذي توجه بالرد على اسئلة الشعب و الإجابة على أسئلتهم ، الموجهة إليه شخصيا من خلال الشاشات المباشرة، والتي بلغت حوالي مليونين سؤال حسب تقارير الصحافة المحلية والعالمية وهذه الحالة متبعة و معتمدة في روسيا كل 6 أشهر من قبل الرئيس في مخاطبة الشارع العام ، والرد على تساؤلات وهواجس الشعب لكونه المسؤول الأول في البلاد ، فخلال الحديث كان “بوتين” هو الطبيب النفسي للشعب في رد ه ، فكانت
استعملتها لا تدل على أنها النهاية للعهد والإطلالة الأخيرة للرئيس ، مودع بها شعبه ، وإنما كلمات تدل على الاستمرار ومتابعة الطريق و تنفيذ الوعود قريبا و كل الخطط المرسومة القادمة مع العهد الجديد .
فاننا نقوم هنا بعملية ربط تحليلي بين هذه المقابلة و طرحه الأخير، ودعم ترشيحه في هذا المؤتمر الحزبي ، فحول العودة والترشح للرئاسة الروسية يعود إلى الحيثيات المطروحة والتي تؤكد بان بوتين مرشح للرئاسة وللعودة إلى المسرح السياسي من الباب العريض فاسمه اضحى مطروح بقوة وجدية تامة من قبل الحزب والشعب .
طبعا سوف يكون الفوز من حق ونصيب الرئيس بوتين وسوف يتولى قيادة روسيا لمدة جديدة حسب الدستور الروسي الذي يسمح له بالعودة إلى تولي منصب الرئاسة ، بعد انقضاء مدة زمنية رئيسية ،وهذه المدة انقضت وانتهت ،في شهر آذار”مارس” القادم سوف تجرى الانتخابات الرئاسية في روسيا وتحسم فيها رئاسة بوتين ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الجميع ماذا سيحل بالرئيس الشاب ديمتري ميدفيديف وما هو مصيره السياسي القادم في فريق بوتين ،فإذا كان بوتين عمل في فريق ميدفيديف شكليا وقبل برئاسة الوزراء فهل يقرر ميدفيديف هذا المنصب أو منصب اقل ،من المنصب الذي شغله طوال 4 أعوام في
رئاسة روسيا ،مثل وزير أو مدعي عام روسيا أو رئيس المحكمة العليا الروسية كونه محامي ودكتور في القانون.
لكن الجواب يبقى إلى أيار”مايو” من العام القادم ،عند تسلم السلطة والتسليم وتشكيل فريق العمل الذي سوف يعمل لمدة 4 سنوات قادمة من حياتنا وحياة الجميع ،ننتظر سويا لنرى التطورات الهيكلية في حياة روسيا القادمة.
كاتب صحافي وباحث إعلامي مختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث.