رواية فاتن: رسم عبقري بالكلمات
………………. بقلم جميل داؤد
الكتاب/ رواية فاتن
المؤلف / امين غانم
نشر وتوزيع دارنشر ليندا عبد الباقي
—————————————————
“الأن تعني اكثر من لحظة، أكثر من نهاياتٍ مبهمةٍ
واقلّ من بداياتٍ أكثر غموضاً، أنت يومٌ حين تكون زمناً
وانت زمنٌ حين يكون عمرك لحظة”.
بداية #فاتن
مشوّقٌ يملاؤها الحُب والحرب والنّزُوح، بمدن ومعالم ودولٍ باتت شبه جميلة من ويلّ الإقتِتال، وشوارعٍ اصابها تشقّق مدّ وجزر الحرب.
لم يجعلُها جميلةٍ إلا هتّان المطّر وبقاياهُ صباح يومٌ آخر
وبراعة وصف وشعور الروائي وتدارج احداث ساحة الحبُ
بـ” هُدى” تلك الانثى التي جسّدت المشهد بكل انوثتها وجبروتها وملامحُها الجميلة التي تجعلك تجدها تقفُ امامك على هيئة حروفٌ وكلماتٌ وجملٍ من وحي الخيّال، رسم الروائي لوحة الحبُ فيها ولونُها بـ”عمر” ذلك الشّابُ الوفيُ، الذي جسّد دور الرجلُ المُتدين المُحافظ للحبُ والإهتمام الذي يفتقرهُ الغالبية.
يجملها الكثير والكثير من الحب والغيرة، وحال الناس ومن يقدم الأنسانية والإغاثات ماذا يحصد ؟ غير الأحساس بالضُعف وقلّة الحيرة وتضَخُم الحسرّة، تصوير الروائي على هيئة احرف يجعلُك تعيش لحضاتها بخيالٍ واسع و بفلمٍ اسوّد وابيض يعود لما قبل التّسعينات – مع انّها ومع الأسف تحكي واقع الحدّاثة والتقدّم والحاظر إلا انها تشرح حال”اليمن” المُنهك، وأي بلدٌ وصل لما وصلنا الية، وما مدّى نظال الشعبُ على العمل والتطوّع والتنقل والكفّاح من أجل الحياة بزمن الحرب.
الجانب الذي احببتهُ هو ان الروائي رسم صورةٌ كبيرةٌ مُجسمة لملامح طبيعة القُرى الريفية الجميلة التي اعشقها بكل تضاريسها – لُبسَها الاخضر في الصيف ولبسها الشاحب القاسي في الشتاء، وجبالها المشيدة بهندسة ألآهية ورَسمَ انسانٌ عبقري لها بأحرفٍ وتشبيهات لا تُضاهي جعلت فاتن مفتونةً فعلاً ببساطة ذلك القّاع لـ تَبني على اساسَّها سُلم صداقة افتراضي مليئً بالحب الفطري والأهتمام اليومي والغيَّاب والشوق واللقاء خلف شاشة بيضاء الوانُها طيفُ احتضان اصابع واحرف تعبر عن مشاعرهم.
تعمقتُ كثيراً حتى وصلت الى أطراف بحر فاتن لأجّد “فاتن”
فاتن تلك الأُنثى التي على قارب الصداقة يجدّف بها الروائي
كانت بطلت الأمل والبساطة والنصيحة والعصبية والفضول، معجبةً بتلك القرى وجمالها وعربون متين لجسر صداقة من صخور وازّقة وطبيعة وسحر ذلك البلد” اليمن”. الى ان وصلة مرحلة الحُب والغيرة وكأنها وصلت إلى قمة جبل ولا تسطيع الرجوع منه إلا بان تهوي بنفسها للموت او تستمر بذلك الجبّل
سافرتُ معها ببرّاعت وحيَّاكت الروائي الفريدة من نوعها
بـ ( رحلةالنسيان)
وكاني رفيقُ سفرها في “طهران” لا اقراؤها تخيُلات الفندق وفطورها البارد كبرود عواطفها ومحاولتها النسيان بعد الرحيل مع تلك الشوارع والاشجار ونسمات الهواء الباردة في “كلاردشت”
حرب مشاعر ما بين سفرٌ وعودة فراقٌ ولقاء وعودٌ وعهود يقتُلها انقطاع النّت ومعانّات سوء تغطية الكهرباء – انقطعت واصبتُ بخيبة- وانا اقراء وكأني امثل الحقيقة لا أقراء رواية، اشعر بكل شي حاظرٌ بغزو وتلذذ فكر الروائي وقدرتهُ الخارقة بغزو فكر القارئ وتكيفهُ مع الرواية بكل تفاصيلها.
رواية تشبهُ بث اقوى قنّاة فضائية اشتباكات حروب ثأر جثثٌ تأكلها الكلاب “جثث القتّلى في تزايد صورةٌ بارزةٌ لكلبٍ سمينٍ ينهشُ واحدةٌ منها” واقعٌ نعايشهُ ومقززٌ حتى التقيؤ
او اذاعة اخبار راديو تُنبؤنا بعناوين اخبارية شؤمة ومن ثم تعزف اغانٍ وطنية كحقنة تخدير شعبٌ وكأن الوطن بخير.
رواية جسّدت الخيال بالواقع المُزري بالحروب والمليئ بالحب واللذيذ بالغيرة والمتينُ بالنّظال والمشوّق بتمثيلُ العُشاق بالانفّصال ومن ثم العُودة بأكذوبة الصداقة.
تحياتي للروائي….
بقلم: جميل داؤد
20/08/2021