رواج الفكرة
…
حين استخدمت المنبهات التي تحوي كافيين كنت أودّ السهر كثيراً حتّى ظننت أن السهر دون المشروبات الساخنة لن يكون ممتعاً ، وبعد ألفٍ من الكؤوس تيقنت أنني أسهر لأحتسي الشاي وأكتب القليل وأتقلب على أريكةٍ ثلاثية المقاعد لأنها مريحة أكثر من الكرسي الهزاز الذي أجلس عليه حين أعمل على حاسوبي الخاص بالعمل …
حين أكتب الكثير من الأخطاء هذا يعني أن الفكرة التي أسترسل بترتيب كلماتها تأتي بلا سابق تخطيط …
هنا أرتجلُ الكتابة بحسبِ ما ينزل على اللا معنى من معنى مرتبك لدرجة أنني قد أبكي
أو قد أحذف ما كتبته بلا وعي
أو قد أضحك بصوتٍ عالٍ يسمعه الجيران ويأتون مسرعين ظنّاً منهم أنني جننت …
الجنون الذي أحتسيه مع كلّ فنجان قهوة بطعمِ الدموعِ المملحة بألمِ الحرف الذي ينزل مع كلّ دمعة أو آه ، وفي كثيرٍ من أكوابِ الشاي التي تنسكب بعضها على لحيتي حين تبتزني الضحكات وكأنني مدمنٌ خانه ألف قَسَمٍ أن الإدمان على الشاي عاهة لابد أن أتوقف عنها بعد هذا الكوب .
فأعود لأكسر الكوب وأشتري غيره وهكذا أكون قد أوفيت بالقَسم لأعود أدمن شرب الشاي بلا تذمرٍ من العهود المتتالية …
حين أُقررُ أن أنام سأكون قد أكملت آخر رشفةِ شاي وأتممت على ما أظنّه نصّي الأخير .
الأخيرُ هذا لن يكتمل حتّى أستنفذ ما فيه من ترسباتٍ حرفية من المرارة الباقية على لساني ، ما رأيك أيها الكوب ؟
أو أيتها الملاك التي تجلسُ أمامي ؟ .
…
ريـاض جـواد كشكـول