سراب شكري العقيدي
اليوم بغداد تغرق بالمطر فأستيقظتْ في ذاكرتي رقصة مطر…. نص قديم لحب خالد….
كانَ يحبُ المطر
تدعوك نظراته كلما انهمر
يمدُ يده برفق
كي تسيري معه تحت المطر
تراوغيه …. تتحايلي عليه
لئلا يُفسِدَ شعرك المطر….
يتقافزُ كالاطفال مع زخات المطر
يغريك إنتشاؤه
تحت المطر
تلبين دعوته طاعةً
يضمكِ تحتَ جناحيه
تعبثْ اصابعه بشعرك فيصيبك الخدر
فلا تبالين من السير تحت المطر
تتقافزين معه
تنشرين ذراعيك
تدورين حول نفسك
ترفعين وجهك
فيغتسلُ بالمطر
وقطرة فقطرة
تشربين معه المطر
ولاينسى هاتفا أحبك !
فتواصلين الرقص تحت المطر
يشدك اليه
تلفحك انفاسه
يطربك عزف فؤاده
تشهقين ضاحكةً
أحبكَ أيها المطر !
خريفي دفأه .. ألوانه
عيونه مراكب
رموشه اشرعةً مسافرة
أحلامه بوسع السماء
آماله نقية كقطرات ذاك المطر
ومشينا يوحدنا حب المطر
تعاهدنا ان لا نخون المطر
فكيف خذلنا القدر …!!!
دارت أفلاك الزمان
تكاثرت وأستطالت
أشباح الموت والظلام
جاءت بوجوه تدعي السلام
علا صوت نعيقها
وفي غفلة منا
تسللت تحت جلودنا
شقت صدورنا
أطفأت شموعنا
سحقت ورودنا الحمراء
ومنذ ذاك وسماؤنا تمطر دماء !!!
لم نكنْ نملكُ غير المطر
لم نكنْ نعرفُ سلاحا إلا حب المطر
فغدروا بنا
شتتنا الايام
باعدتنا المسافات
فنام كل منا تحت نجم
ولم نعدْ نبالي بالمطر
ولم نعدْ نرقصُ تحت المطر
فالمطر هنا سياط تجلدنا
باردٌ لا يشبه ذاك المطر……