” رفقاً بما تبقى مني “
أيُّها الألمُ الجامحُ في صدري
كخيولٍ أتعبها الصهيل
كسِّرْ قناديلَ الفجرِ
بسوطِ لهيبِكَ
مقتولةٌ أنا برصاصِكَ البربري
وشفرةِ سيفِكَ الهمجي
يعتريني خوفٌ ما
أدورُ في متاهةِ القلق
تعتصرني دقاتُ قلبي الخائرة
تموتُ الدموعُ في محاجرِ الشهيق
ترقصُ على خصري
رقصةَ غجريٍّ مترهِّلِ الثياب
تائهةٌ أنا في صحراءِ اللوعة
يُدغدغُني الشوق
تتهامسني الذكريات
مثقلةٌ بعناقيدِ الوجع
غيمتي تأبى الهطول
تنتزعُ الخلاصَ
من رفاتِ الألمِ العقيم
تبحرُ سفينةً مكسّرةِ الصواري
تحملُ جثامينَ الذكريات
عاصفتي تقتلعُ الأغصانَ
بفأسِ الانكسار
مصلوبةٌ أحلامي على سريرِ الوهم
وعبثيةِ القرارِ
تنكِّسُ الراياتِ خجلاً
تسقطُ في بئرِ الخديعة
تذوبُ كالسكّرِ في قهوةِ الصباح
مغلقةٌ نوافذُ الأمل
ترتشفُ النسيان
تجوبُ في البراري
تعاقرُ الأوهام
تحتسي أكوابَ الصبر
تجرُّ أذيالَ الخيبة
تعافرُ كعصفورٍ حبيسٍ
في غرفةٍ مسدلةِ الشبابيك
جدرانُها خاوية
أنوارُها مغلقةُ الأزرار
ينتابُها البكاء
يرهقُها الإعياء
عصيةٌ دموعي
كقلعةٍ مغلقةِ الأبواب
في غفلةٍ من الزمن
خاصمني الفرحُ
وهجرتْ قلبي موائدُ السكون
ياليتهُ يعود
فأفرشُ لهُ الورود
وأخلعُ ثيابَ غربتي
وأغسلُ الجراح
كي تستكينَ الروحُ
وتنفضَ الغبارَ من خابيةِ
الوعود
دكتورة ليلى الخفاجي السامرائي