كفكف دموعك ايها المفجوع بولدك ، لا تبك فما عاد البكاء يليق بوجع الكارثة ،أصبح البكاء في بلدي سلعة بائرة ، ما نفع الدموع التي نذرفها كل يوم ، كل يوم فواجع ، مفخخات بالعشرات ، عبوات ناسفة بالالاف ضحايا أبرياء بالمئات ، من يعلم ربما ساكون أنا وانت في القائمة التالية في مسلسل الموت العبثي هذا ، وسياتي من يرثينا وينشر في صفحات الجرائد نعينا المتخمة بعبارات الحزن والأسى. لاتبك ايها الصديق المثقل بدفء الرهبنة والزهد والمضمخ بعطر الطيبة والتواضع والآنسانية والمثقل ايضاً بعبق الفكر الصافي ، فكر الفلاسفة أولئك الذين كنا نقرأ عنهم في الكتب القديمة عندما كانت القراءة عادة حسنة .
لا تحزن اولادي هم اولادك ، كل اولاد العراقيين الشرفاء هم أولادك ، نعم فقدنا عمار الجسد لكن روحه الطاهرة ستظل تأن في أزقة أبو اقلام تلك الضاحية الهادئة التي احبها عمار ويحبها رفاق وزملاء وأصدقاء عمار أولئك الذين يحلمون بالسلام ويغنون للحرية وينشدون مستقبلاً جميلاً لبلد لم ولن يعرف طعم الهدوء والسلام ولا الحضارة والتقدم أيضاً ، بلد يعرف من الألوان لون الدم فقط ويعرف الدموع كوسيلة وحيدة للتعبير عن الحزن والشعور بالحزن الشديد
لا تحزن ايها الرجل ، عرفناك رجلاً قوياً وشجاعاً ، نعم ترجل الفارس عمار من جواده لكن ابناؤك من العراقيين لا زالوا يمتطون جيادهم بالرغم من كل ما يزرعه خفافيش الظلام من ادوات القتل والارهاب .
صبراً جميلاً ايها الرجل ، والصبر يليق بآل الشابندر .
المفجوع بابن اخيه
عبد الرحيم الشويلي
بغداد 3 مايس 2015