رسالة المجلس الأعلى لشؤون المرأة في حكومة إقليم كوردستان العراق
في ذكرى الثانية لكارثة الابادة الجماعية في سنجار
((مكانة المرأة في التصدي لفكر التطرف و الإرهاب))
اليوم وفي ذكرى السنوية الثانية لكارثة الابادة الجماعية (جينوسايد) سنجار، اذ يكرر المجلس الأعلى لشؤون المرأة في حكومة إقليم كوردستان ادانته الشديدة للعمليات الإرهابية لتنظيم داعش في سنجار والمناطق الأخرى، في ذات الوقت نؤكد على:
ـ ان العمليات العسكرية والأمنية ضد التنظيمات الارهابية تتميز بأهمية خاصة وهي العامل الحاسم في إبعاد المخاطر المباشرة والاحتلال الذي تمارسه هذه التنظيمات وبشكل خاص تنظيم داعش الارهابي.
لقد لمسنا هذا التأثير في تجربة السنتين الماضيتين في إقليم كوردستان، حيث تمكنت قوات البيشمركة في الجبهات، من إخراج وطرد داعش في العديد من المناطق وأبعاد الخطر عن المدن.
كما تمكنت قوات الاسايش (الأمن) وقوى الأمن الداخلي و بمساندة فعالة من شعب كوردستان، من حماية الاناس المدنيين من العمليات الإرهابية. ولهذا الأمر أهمية إستثنائية في الوقت الحالي.
ـ يرى المجلس الأعلى لشؤون المرأة إن قضية دحر مثل هذه القوى الارهابية و قطع الطرق أمام كل نشاط لها، ليس فقط في كوردستان والعراق والمنطقة بل على مستوى العالم عموماً. يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية جسيمة للقضاء على فكر التطرف والإرهاب، الذي وللأسف أخذ يبرز في عدد من المناطق و في بلدان ديمقراطية عريقة وذات إمكانيات أمنية كبيرة. وخاصة عند فئة الشباب، بالرغم من ان ذلك لايزال محدود النطاق، ولكن في حال استمراره وغياب برامج محددة وبعيدة المدى، يمكن ان يشكل خطراً جدياً لاحقا.
– بقدر ما يتعلق الامر بمهام المجلس الاعلى لشؤون المرأة في اقليم كوردستان، نسلط الضوء بالدرجة الاساسية على موقع نساء كوردستان ودورهن الهام في عملية مواجهة فكر التطرف والارهاب.
– المرأة كمواطنة، المرأة (بحكم موقعها المجتمعي) كعامل فعال في داخل الاسرة ودورها التربوي الى جانب المؤسسات التربوية (رياض الاطفال، المدارس ، وصولاً الى الجامعات).
– نرى من الظروري ان يتنبه المجتمع الدولي وخاصة في مجال الدعم الى عملية تمكين المرأة، لرفع مستوى كفاءتها في مثل تلك المواجهة، وخاصة في مخيمات النزوح واللجوء والتهجير القسري، والتي تعاني فيها النساء والاطفال من شتى اصناف العنف وقساوة الحياة وشظف العيش، مما يؤثر على قدراتهن وتشكل مخاطر على تربية الاطفال والمراهقين وزرع نزعات العنف لديهم مستقبلاً.
– كما ان وجود هذا الزخم الهائل من النازحين واللاجئين في اقليم كوردستان (داخل وخارج المخيمات)، يؤدي الى انتعاش وافشاء بعض الظواهر السلبية التي كرست المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الاقليم جهوداً كبيرة ومنذ سنوات وبشتى الوسائل القانونية والاجرائية لمعالجتها، ومن هذه الظواهر، تعدد الزوجات، زواج الاطفال والقاصرين و … غيرها، مما يؤثر سلباَ على المجتمع المحلي ويعرقل تنفيذ القوانين الخاصة بحقوق المرأة وبرامج المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في هذا المجال، وخاصة القرار الاممي 1325، في ظروف الازمة المالية التي يعاني منها الاقليم، منذ اكثر من عامين ونصف.
هنا نطرح بعض الاراء والمقترحات العامة على أمل رسم برامج واقعية وعملية وتنفيذها، بالشراكة مع الجهات المعنية في داخل كوردستان والعراق ومع المجتمع الدولي وبدعم المختصين منها:
– تخصيص نسبة محددة ومنذ البداية في اي دعم مادي و معنوي من قبل المانحين، لبرامج تمكين المرأة وحماية الاطفال وبشكل خاص انقاذ من بقي منهم في اسر داعش.
– اقرار المشروع المقدم الى الامم المتحدة حول ادانة الجرائم الجنسية والاستعباد ضد النساء الايزيديات وغيرهن من قبل عصابات داعش الارهابية.
– نرى ضرورة ان يقر المشروع هذا بصيغة قرار خاص من الجمعية العمومية للامم المتحدة.
– تحديد يوم 3/ اب من كل سنة في كوردستان و العراق كيوم وطني لمناهضة العنف الجنسي في النزاعات المسلحة ،
– رفع مستوى التنسيق بين جميع الجهات المعنية الدولية والحكومية و منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج، لأجل الاستخدام الامثل للمعونات المادية و المعنوية في هذا المجال.
المجلس الاعلى لشؤون المرأة في حكومة اقليم كوردستان
اربيل – 3/اب/2016