رجل من رمال البحر
أين انا منك يا حلم يقظتي البعيد؟ أين أنت مني وقد تاه ساعي البريد، لم يكن في حسبانِ يوما اني لا أعي بأني خرقت قانون طبيعة الحب، كيف تسنى لي أن أتركك تذهب تنساب من بين أضلعي الى عالم أفقدني الدهشة فلم أدرك بعدها اني في فضاء غير موصول بكل السطور التي رسمت وكتبت… تيه يأخذني بعيدا الى رمال الصحراء التي رسمت صورك وصوري على رماله… يا الله ما اسرع الريح في مسحها دون إرادة منك او إرادة مني… لعبت طواحين الهواء وهي تتراقص بإبتذال تضحك على حلم كاد يراودني في وقت ما..
لم تلك الانثى الساذجة لملمت أحلامي وصورك من عالم الصحراء؟ ثم ذهبت بها حيث رمال البحر، حيث ذكرى أنا هناك وانت بداخلي احملك كالوليد تعتصر كل خباياي فأصيغها هوسا بك… آه لو تعلم كم أذوب عشقا فيك.. أحبك حتى العبادة، فأنت محراب الذي اركن إليه في خلوتي، همسك، حديثك، صمتك، صراخك، رغبتك فورة غليان بركان الولة عندك يا الله!!! إنها كلي انا بين يديك، صدقني حينما اقول لك حتى انفاسك التي تتنفسها بعيدا عني اجري وراءها اجمعها كفراشات اتذوق لون اجنحتها وهي ترفرف بعيدة عن نار قلبي، هوس جنوني يدعني اجعلك اسير قيود عشقي لك، لا ادري سمه ما شئت تَملُك، عبودية، اي شيء تسميه افك طلاسمه اعيد صياغته بأنه جنون الحب، نعم يا حبيبي انا مجنونة بك بعرض وعمق وأُفق هذا البحر الذي اراك تركب أمواجه كما كنت تفعل معي حين تطيح بي من أول قبلة، اجدني ابتعد عن العالم، اتيه بين صرعات رغبة وهذيان الخوض رغبة الى مطارحة الغرام، في كل مرة كأنها تجربتي الأولى معك ارفق بأهاتِ حين اسمعها… اشعر بلذة المنتصر نشوة بصعودك سفينتي سفينة الرغبة الجامحة التي ما ان تركبها حتى تظهر انك سندبادِ الذي ركب فورة عاتي البحر يخرج ولعة يثبت انه يمسك بدفة السفينة… لكني وعلى غير العادة لا ادعك تفعل أطيح بالصاري الذي كنت تعتمد عليه، أسلبك إرادة الحراك، أقتاد كل جنونك ورغبتك حيث ما أريد تتصنع التعب لكني أسقيك من شفاهي خمرك الذي تعشق فتعود تمسك بي كمن يركب البحر لأول مرة.. ها انا ارسل اليك نوارس العشق حيث انت يا من رحلت دون الإتيان بأي نبأ عن مكانك، ارسم صورك على رمال البحر بعيدا عن رمال الصحراء والريح، لم اعي أن براكين العاذلين سيدفع موجهم بالبحر ليزيل صورك او تلك السفينة التي صنعت من رماله… هدمها الموج كما كل آمالي… كم كانت خيبتي بهم!! ولكن أين أنت؟؟ سؤال صرخت في بطن الصحراء قبل فضاءات البحر غير أن صداه يعود بنفس السؤال..أين أنت؟
ها أنا يا حبيبي اقف على ساحل البحر، أمد يدي الى الأفق البعيد علَّ أصابعي تلامس ملامح وجهك الذي بات شبحا أطارده في كل مكان، لم يعد البيت الذي كان يلفنا موطن جراحاتي، لقد حملتني صورك وانت وكل ما فيك وكل ما احب الى الخروج بحثا عنك…. استوقفتني نفسي كثيرا وانا اجلس على مساطب كانت لنا مواعيد لقاء استنطقها بغضب مني فوجدتها خرساء تدفع بي بعيدا فما ان أراها تلفظني بعيدا اعيد بعد اعتذاري لعصبيتي فأطبطب عليها على مكانك الذي كنت تجلس فيه احتويه بحرارة احسها الآن، اتلذذ بمشاعري وانا اتذكر… سالت اعمدة النور وصاحب عربة الذرة الذي كنت تبتاع منه لي ولك اصابع الذرة المشوية التي يحمصها فتأتي رائحة انفاسك بعد تذوقك لها قبل رائحتها فتثيرني اشعر اني بحاجة إليك أكثر منها اتضور جوعا الى مطارحة الغرام معك… مجنونة أنت قلتها مرة حين قلت لك أني اريد ممارسة الحب معك في خلوة كانت بعيدة عن بائع اصابع الذرة، رغبتي جامحة مجنونة اثرت فيك الغريزة رغم أنك حاولت الامتناع لكني جعلتك تشعر بالجنون فضاجعتني بقسوة وشره، كنت اتلذذ وابتسم ونفسي في ذات الوقت كان مساء رائعا بالنسبة لي شعرت اني امتلك العالم كله بين يدي، امسيت أيقونة العشق لجميع النساء، أدركت أني أنثى أستطيع ان أطيح برغبتي بكل المعايير والتقاليد… إنها الرغبة تلك التي اطاحت بعروش وأكاسير وسلاطين بسبب أنثى… كنت ملكة بحق وكنت الفارس والأمير والملك الذي انحني بين يديه بكل ما أملك من جبروت، ها انا يا حبيبي بت ابحث عنك في كل مكان، لم اعي أني افقدك شيئا فشيئا كأنك زئبق أنزلقت من حياتي دون ان أشعر… مكثت في ظلمتي طويلا راجعت نفسي أنبتها لمتها نازعتها كل شيء حتى صرخت وقالت: أني فقدتك بسبب جنوني وجعلك ملكا دون مملكة، ألبستك تاجا دون ان يكون من حقي أو رغبة منك بان امنحك أياه كأني جعلتك ترتدي اساور من ذهب لكنها في قرارة نفسك كما قالت نفسي مرة اساور من حديد… لم افهم حتى سألت نفسي بصوت عال هل جعلت منه عبدا رجل تثيره رغبتي فأشتهيه واجبره على مضاجعتي؟ هل كان يعني اني اردته رجل للجنس فقط؟ اسئلة كثيرة خرجت على شكل دخان متطاير لا يبقي معناها مما اهذي به… لا ابدا حبيبي لا اصدق هوس نفسي فانت كنت مجنونا بي الى حد أني كنت انصاع الى رغبتك في أي لحظة… أنت من عودتني على اطارحك الغرام في اي وقت اشعر اني بحاجة اليك… ألم تقل لي ذلك؟؟
لا ابدا لم يكن هروبه او ابتعاده عني لذلك السبب احس ان ما تقوله نفسي نتيجة غيرتها إن الأنثى التي لم تتذوق كما أنا لابد أنها تشعر بالغيرة… لا لن يكون هاجس نفسي حقيقة، لم يكن عبدا لي بل كنت محظيته وعشيقته التي افتتن بها كشهريار بعد اطاحت بكل ابوابه المنيعة، جعلته يطرق بابها ألف ليلة وليلة… ينصت لحكاياها.. يعيش العالم الذي ادخلته بإرادته لكن بمكرها هكذا خلقت أنثى ذات مكر لكني ما مكرت له لولا أني شعرت بأنه الرجل الذي اعشق والذي لا تلوذ أنثى بظله إلا لأنها تحبه بجنون… آه يا أنت!!! لو ترى حالي وانا ألملم حبات الرمل من على ساحل يمك، أرسمك بكل معانيك بقسمات وجهك، ابحث عنك في أحاسيسي مشاعري وروحي وبين كل شغفي ورغباتي إليك… فلا أراك مني ببعيد، فما أن تكتمل صورتك يأتي الموج فيمحو صورتك من على رماله إلا صورتك التي احتفظ بها في قلبي تلك التي لولاها ما كان لي نبض ولا حياة… سأبقى انتظرك لأني أعلم أنك ما ابتعد إلا لأجلي، كي اشتاق إليك أكثر حتى أعيد إشراقتي إليك… أعلم جيدا أنك ستأتي دون ان تخبرني..
هاهو المساء قد جاء وهاهي رائحة اصابع الذرة المشوية قد داهمتني، غير أني اقسم ان رائحة انفاسك الى نفسي اقرب منها…
لم تشعر بقدومه فجأة إلا وهو يمسك بها قائلا: كنت مجنونا عندما ابتعدت عنك لم أكن في وعيي لا تنطقي بأي حرف فأنا سأشرح لك كل شيء ولكن ليس اللحظة…
لا اخفيكم كانت تلك اللحظة عالم آخر وهو يروي شفاها وحلمات نهديي العطشى يلثمها بشغف مجنون.. كنت لحظتها ابتسم وانا اقول لنفسي هذا هو الرجل الذي اخبرتك عنه إنه رجل من رمال البحر ينساب خلسة ولكن كعاتي البحر.
القاص والكاتب
عبد الجبار الحمدي